وشيدت الملوك به قصورا ... فما بقي الملوك ولا القصور
وقال المأمون:
يبقى الثناء وتنفد الأموال ... ولكل وقت دولة ورجال
من كبرت همته كثرت قيمته. لا تثق الدولة فإنها ظل زائل ولا تعتمد على النعمة فإنها ضيف راحل. فإن الدنيا لا تصفو لشارب ولا تفي لصاحب.
كتب عمر بن عبد العزيز إلى الحسن البصري أنصحني فكتب إليه أن الذي يصحبك لا ينصحك والذي ينصحك لا يصحبك. وسأل معاوية الاحنف بن قيس وقال له: كيف الزمان فقال أنت الزمان أن صلحت صلح الزمان وإن فسدت فسد الزمان. آفة الملوك سوء السيرة وآفة الوزراء خبث السريرة وآفة الجند مخالفة القادة وآفة الرعية مخالفة السادة وآفة الرؤساء ضعف السياسة وآفة العلماء حب الرياسة وآفة القضاة شدة الطمع وآفة العدول قلة الورع وآفة القوي استضعاف الخصم وآفة الجريء اضاعة الحزم وآفة المنعم قبح المن وآفة المذنب حسن الظن والخلافة لا يصلحها إلا التقوى والرعية لا يصلحها إلا العدل فمن جارت قضيته ضاعت رعيته ومن ضعفت سياسته بطلت رياسته ويقال شيئان إذا صلح أحدهما صلح الآخر السلطان والرعية.
ومن كلام بعض البلغاء خير الملوك من كفى وكف وعفا وعف.
قال وهب بن منبه: إذا هم الوالي بالجور أو عمل به ادخل الله النقص في أهل مملكته حتى في التجارات والزراعات وفي كل شيء وإذا هم بالخير أو عمل به ادخل الله البركة على أهل مملكته حتى في التجارات والزراعات وفي كل شيء ويعم البلاد والعباد. ولنقبض عنان العبارات النقلية في أرض الأشارات العقلية المقتطفة من نظم السلوك في مسامرة الملوك وغرر الخصائص وغرر النقائص وهو باب واسع كثير المنافع وملاك
1 / 22