شعر المجاملة
لقد حلت المجاملة عندنا مكان الصدق في أمور جمة لخلو محافلهم الاجتماعية من النقد المنصف الحصيف. فإن نحن استنكفنا هذا التطفل من المجاملة، وتأففنا لإدمان معالجيها والراضين بها، فهذا لا يحول دون التقرير بأنها في حالتها المعتدلة علامة للثقافة النفسية. المرء يعيش في بيئته فعليه أن يقلع عما يزعج بني جلدته لغير ما سبب. لذلك هو يضبط خوالج نفسه، ويحاول الشعور معهم والتلطيف إليهم لا خبثا ولا كذبا بل تمرنا على الغيرية بتهذيب ذاته في فن الإرضاء «والدوزنة» واقتبال التضحية الصغيرة التي تسهل بالمران وتتحول شيئا فشيئا إلى سرور وقتي مأنوس استبدل كلمة «نرجو تشريفكم» في دعوة بكلمة «احضر عندنا يوم كذا ساعة كذا» تعلم أن الصراحة ليست هي الخشونة، وتقدر المجاملة المعتدلة وآداب اللياقة. وتعلم لماذا هذه الملح في حالة الدقة والإحكام تلقى في اجتماعات الأنس رونقا سطحيا مستحسنا.
أما عائشة فلديها الوقت الكافي لتتفنن في تنميق الدعوة على هذا النسق:
لقد من الإله لنا بسعد
وأشرقت الليالي بالأماني
وقام الفوز في الدنيا خطيبا
ودق الحظ أوتار المثاني
وأنتم للمنى عين وروح
ومشكاة السرور مع التهاني
لكم صفو المسرة في انتظار
Bilinmeyen sayfa