ونظرت نحوي فزاغ عنها بصري وأنا في غاية الضيق، فقالت بدهاء: نفرتيتي تثبت كل يوم أنها جديرة بالعرش؛ فلعلها توافقني على رأيي ...
فواظبت على صمتي كاظمة غيظي، على حين راحت تتحدث عن واجبات الملكة. ولم أستطع أن أقهر رغبتي في زيارة الحريم؛ في الظاهر للتعارف، وفي الحقيقة لرؤية الأميرة الجميلة. ووجدتها جميلة حقا، ولكن ثقتي بنفسي لم تتزعزع، وتبادلنا كلمتين للمجاملة، وافترقنا عدوتين سافرتين. وفي اليوم التالي جالست زوجي في جوسق بالحديقة؛ وإذا بي أسأله: ماذا تنوي بالنسبة للحريم؟
فأجابني ببساطة: لا رغبة لي فيه!
فقلت باحتجاج: ولكن الملكة الوالدة لا تكترث للرغبات!
فقال بغموض: إنها مولعة بالتقاليد!
فقلت بوضوح: أما أنت فإنك عدو التقاليد الأول.
فضحك بسرور وقال: صدقت يا حبيبتي!
وأظن أنه في ذلك الوقت تمت المقابلة المثيرة بيني وبين كاهن آمون الأكبر، تمت بناء على طلبه وبوساطة أبي. وقال لي: مولاتي، لعلك تعلمين بما جئت من أجله؟
فقلت له دون مواربة: إني مصغية إليك أيها الكاهن الأكبر.
فقال برجاء: ليعبد الملك ما يشاء من الآلهة، ولكن لجميع الآلهة، وعلى رأسها آمون، حق في الرعاية.
Bilinmeyen sayfa