فحمي حارثة فعدا على رجل من أصحاب علي بن أبي طالب صلوات الله عليه, فقتله, وخرج يخيف السبيل, ويفسد في الأرض, فطلبه علي عليه السلام, ثم إنه تاب فأتى أشراف الكوفة فخبرهم بتوبته, واستشفع بهم إلى علي عليه السلام فقيل له: إيت سعيد بن قيس. فأتى سعيدا, فانطلق إلى علي عليه السلام فقال له: يا أمير المؤمنين! اقرأ هذه الآية: {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله..} فقرأها حتى أتمها, فقال له سعيد: إلا من؟..قال: {إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم} فقال: يا أمير المؤمنين! من تاب من قبل أن تقدروا عليه تصنعون به شيئا؟ قال: لا. قال: فإن حارثة بن بدر تاب ورجع. قال: أين هو؟ قال: عندي. قال: أرسل إليه. فأرسل إليه, فقال: يا أمير المؤمنين! إني قد تبت, وعلم ذلك قومي. قال: أكذلك؟ قال: نعم. قال: فقد أمنت. قال: يا أمير المؤمنين! إني لست من أهل البلد. وإنما أنا من أهل البصرة, ولا يعلمون بتوبتي, فكتب له: ((بسم الله الرحمن الرحيم. من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى عماله.. من لقي حارثة بن بدر, فإنه قد تاب فلا يعرضن له إلا بخير)).
وقال حارثة يمدح سعيدا:
Sayfa 487