142

Adalet ve İnsaf

العدل والإنصاف للوارجلاني

Türler

واعلم أن هؤلاء القوم أرجاس/ أنجاس، أعكاس أنكاس، مثل الأولين وهو الذين حملوا ظواهر القرآن وجميع أوصاف الله عز وجل على ما يعقلونه من أنفسهم وأرواحهم. وذلك أن الله سبحانه قال: { لا تدركه الأبصار } (¬1) كما قال: { وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير } (¬2) والرب سبحانه لا يشاهد بالحواس ولا يقاس بالناس. ووصف البارئ سبحانه نفسه بما يليق به من الصفات فقصروها على ما يعقلونه من أنفسهم مع أنهم يشهدون على الأصل الأول وهو قوله: { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } (¬3) وجخلت الكاف للمبالغة في قوله: { ليس كمثله شيء } ونفى التشبيه عن نفسه فأثبتنا نحن وإياهم للإله وجودا وحياة وعلما وقدرة، وإرادة ومشيئة، وسمعا وبصرا، وسائر ما وصف به نفسه في القرآن فنظرنا إلى نفي هذه الصفات عن البارئ سبحانه/ بعد إثبات القرآن إياها فإذا هي (¬4) محال، وإلى تشبيهها إلى أنفسنا محال أيضا وذلك أن إثبات البارئ سبحانه كأنا نشبهه بخلقه فيه إبطال فائدة قوله: { ليس كمثله شيء } والعقل من وراء ذلك ظهري. فلم يبق إلا الإيمان بما وصف به نفسه ونفي ما يشابهنا من ذلك. وإنما فصرت عقولهم وأوهامهم على أن لا يصح عندهم وجود فاعل ليس بجسم لأنهم لم يشاهدوا غير ذلك. فأوجبوا جميع أوصاف البارئ سبحانه على هذا النعت جسمانية وذهبوا في وجهه إلى وجوههم، وفي عينه إلى أعينهم، وفي يده إلى أيديهم، وفي أصبعه إلى أصابعهم، وفي نفسه إلى أنفسهم، وفي علمه إلى علمهم، وفي جنبه إلى جنوبهم، وفي استوائه إلى استوائهم،

Sayfa 142