وقوله: { فبظلم ... لهم } الآية (¬1) فهذا جزاء أهل الظاهر الذين رضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها، ورضوا بالحياة الدنيا من الآخرة .. أيضا، وأي عذاب أعظم من شغل الجوارح بالتكليف وقصورها عن الوصول إلى باطن التحقيق. أجهل بمن ذهب بهذا العذاب إلى ما تحيله العقول، وينكره الدليل، وطمعت أبصارهم إلى/ ما لا يعقلون، وآمنوا بما يجتهلون..
وأي معروف أفضل من زينته التي أخرج لعباده والوجوه الحسان التي اخترع؟! حتى قال جاهلهم:
... أتخلق يا رب ما تخلق ... وتنهى العباد بأن يعشقوا
... خلقت الغواني لنا فتنة ... وأنزلت الناس، أن اتقوا
ولم يعقلوا عن الله مراده في خطابه نبيه عليه السلام: { يا أيها النبي ........ المؤمنين } (¬2) وإنما قال { أن يستنكحها } ولم يقل ينكحها لئلا يتوهموا عليه الحل والعقد والنكاح والولي والأشهاد، بل أطلقه لأي امرأة شاءها .. ألا تراه قال: { وامرأة مؤمنة } / فهي نكرة ولم يقل والمرأة المؤمنة. وقد كان حرام عليه النساء أيام لم يبلغ في الباطن مبلغه الآن! وقال: { ولا يحل ......يمينك } (¬3) وقال عز من قائل: { رب زدني علما } (¬4) فلما انتهى في ملكوت
السموات والأرض إلى علم الباطن وبلغ الدرجة العليا والمقام المحمود أطلق عقاله في كل امرأة من ذوات العم والخال فما الذي بقى؟ وامرأة مؤمنة كيفما كانت. ولذلك قالت عائشة رضي الله عنها: ما مات رسول الله عليه السلام إلا وقد أحل الله له النساء (¬5) .
Sayfa 131