صلاة
فتح القوس
يا حمام
على ذوق العازف
عن البث والتلقي
لا تسألني عنك
متطرفة
لكن
سحر الهاء في «معه»
تضور
تنتحر الموسيقى و...
حكاية المذعور
كلها نهايات ميتة
وجودك
لا أصنع المحبة بالكلمات
طقس التماهي
على امتداد
السقف
فضاء داخلي
ما ينزل لي كل ليلة قادمة
كل الوقت
مجرد تهدئة
أنت في حياتي
للحنين قصة
تجديدات
على فراغ
أنا أكيدة
حكاية عن النوافذ أو عن الغياب
ما فعلته بي مدينة اليمام
أمي ... عليا ... مدينة اليمام
الغيم ثقيل جدا
الدعسة
وبعد
أثر الترتر
مسودة شغف
الموت لأسباب أخرى
لأني رقيقة جدا
لا أذكر متى مت
للعودة أعيادها
سنموت بعد قليل
تفضيلات
كصبح أول
غربة
العالم قبل اختراع الحب
غرق
الفتى الفكرة
قليلا ... ربما
إسراف
هذه الساعة من الليل
لم يدرك أحد كم كان القفل خائفا
الرجل الوافر الذي لم يبق منه شيء
الوجه الآخر للفراغ
ساعات البوح
الرسالة تعرف أكثر
زخة
غلق القوس
عندي ما أمتن له
الخريطة
سيرتي الذاتية جدا
سيرتي الذاتية جدا حسب آخر تحديث
هذا ما تكتب عنه الشاعرة قصيدتها الجديدة
قبلة النهاية
تجديدا للنية
صلاة
فتح القوس
يا حمام
على ذوق العازف
عن البث والتلقي
لا تسألني عنك
متطرفة
لكن
سحر الهاء في «معه»
تضور
تنتحر الموسيقى و...
حكاية المذعور
كلها نهايات ميتة
وجودك
لا أصنع المحبة بالكلمات
طقس التماهي
على امتداد
السقف
فضاء داخلي
ما ينزل لي كل ليلة قادمة
كل الوقت
مجرد تهدئة
أنت في حياتي
للحنين قصة
تجديدات
على فراغ
أنا أكيدة
حكاية عن النوافذ أو عن الغياب
ما فعلته بي مدينة اليمام
أمي ... عليا ... مدينة اليمام
الغيم ثقيل جدا
الدعسة
وبعد
أثر الترتر
مسودة شغف
الموت لأسباب أخرى
لأني رقيقة جدا
لا أذكر متى مت
للعودة أعيادها
سنموت بعد قليل
تفضيلات
كصبح أول
غربة
العالم قبل اختراع الحب
غرق
الفتى الفكرة
قليلا ... ربما
إسراف
هذه الساعة من الليل
لم يدرك أحد كم كان القفل خائفا
الرجل الوافر الذي لم يبق منه شيء
الوجه الآخر للفراغ
ساعات البوح
الرسالة تعرف أكثر
زخة
غلق القوس
عندي ما أمتن له
الخريطة
سيرتي الذاتية جدا
سيرتي الذاتية جدا حسب آخر تحديث
هذا ما تكتب عنه الشاعرة قصيدتها الجديدة
قبلة النهاية
تجديدا للنية
العذراء تقتل أطفالها
العذراء تقتل أطفالها
تأليف
لبنى أحمد نور
النية محلها القلب
نويت أن أهدي هذا الكتاب لي.
لبنى
صلاة
لئن أنا كفرت بك الآن
فكيف أصلي لك من أجل روحي المتوفاة
لإن كفرت بك الآن ... وللأبد
فكيف تستجيب؟!
فتح القوس
ما بين فتح القوس
وتركها مفتوحة
مساحات للترنح
شوقا
للخفقان
والغرق
يا حمام
أنا ... الإصغاء إلى صوتك
الإصغاء إلى إصغائك
وأنت ... صمت
بيننا ... هديل يسيل، ونزف
على ذوق العازف
صاحبي متقلب المزاج
يأتي هكذا
يذهب هكذا
ما كل إتيانه مودة
ما كل ذهابه جفاء
لذا
لا أحب في محبته
أن أضبطني
على وضعية واحدة
وأحب من وضعياته - على الرغم من كل شيء -
الآزفة
يأزف هكذا
وأنا أعبر الطريق إلى بيتي
بيتي إلى الطريق
وأنا أتعلق بحبال الوقت
يشنقني الوقت
وأنا أحلم
وأراني في الحلم
حية
متجسدة
جسدي جسد آخر
مشغول بذاته هو الآخر
يأزف صاحبي
وأنا قلقة
وأنا منهكة
وأنا مشغولة عنه بالوجود
عني بمهمات الوظيفة
بالحصص الدراسية الفارغة
برسائل أصدقاء
تبدل عليهم القلب
مشغولة بحكاية الميلاد
أصغي
تحكى لي
لا عمر لدي لأسمعها
كلها، من البداية
ثم أقرر في لحظة
أن أحكيها أنا
شعرا
آزفا
يقول الشعر لي: ها
احكي يا لبنى
البداية كلها، من البداية
عن البث والتلقي
لست قلقة
كنت
ولم أعد كما كنت
القلق هو هذا الوجود
هو هذا العرق
ينبض من تلقاء نفسه
دون مثيرات
هو هذا البث
لا يدري
أمن حزن
أم من رغبة
في أن يتلقاني أحد
لا تسألني عنك
«لن أمل البحث عني في عينيك»، قلت.
1
سألني الممتحن أول ما سأل:
ماذا تفعلين هنا؟
حدثته عن نوبات الفزع
عن الفزع الذي يحاصرني به الله
عن الأصل الذي حير العاقلين
وهدأ الممتحن وحزبه عقولهم قائلين :
الله أصل كل شيء (نقطة)
وربما أضافوا:
كذب نياندرتال.
كذب نياندرتال.
حدثته عن فزعي الخاص
كيف أنه إذا بدأ لا يتوقف
لا أتوقف عن الركض
أبتعد أقصى ما يتسع الابتعاد
ولا أترك حجابا بيني وبين الله
إلا مزقته
ركضت ألف عام
مزقت ألف فقاعة هواء
تقوست ساقاي وفرغ صدري
لم يهدأ شيء مني
لم يسكن شيء مني إلى شيء مني
ولم أر الله
2
سألني أبي ... (من موقعه داخل البرواز)
هل أنفذتك من قبل إلى برواز أبي؟
فيه يبدو أبي أصغر بعشرين
كتفه يلامس كتف أمي
ينظران إلى ...
إلى «أنا» أكبر مني بعشرين
يدعوانها الصغيرة
الصغيرة تسألهما: لماذا؟
سألني أبي ...
بل لم يسألني عن شيء قط
3
ما سأقوله تاليا
يفهمه جيدا أي إنسان قديم:
أنا لا أعرف «لماذا»
لا أملك من المهارة إلا القليل
قليل يكفي لاقتفاء الأثر
وللدفء أثر
لا تخطئه - وإن كذب - الحواس
يا إنساني القديم
أنا أعرف من الأمل
انتهاء الكون في منتهى ناظريك
لا شيء أبعد
أعرف من أخطائي
إخطائي الخطوات إليك
وجهلي
جهلي التام
لا ينقص
4
لا يسألني عن الغائب أحد «الغائب موجود في الآتي»
هكذا يخبرني ذلك الصوت
بداخلي
لست خبيرة في جعل الأشياء تحدث
لا أدري كيف يصنع الحب
كيف يصنع بالحب
لا أدري ما إذا كنت أريد
ما إذا كنت أطيق
أن أصنع شيئا من الأساس
5
لا أقول للغائب: «لن أمل البحث عني في عينيك»
لن أقول
لأن الفزع أرحب من الحب
لأن أبوي لم يجيباني «لماذا»
لأن الإنسان القديم الذي قضى احتراقا
لم يكتشف النار بعد
لن أقول لأني ... سأمل.
متطرفة
على طريقة مؤشر الترمومتر
يتذبذب في بلدة متطرفة المناخ
أكون شديدة البرودة في القرب
شديدة الحرارة في البعد
وبينهما توهجات ذات تفاوت
وأنت في حقيقتك باهت
أقول: البعض أحلى على مسافة
ينزاحون إلي ... أنزاح عنهم
تقول: وانحيازك إلي؟
بثقة: لست منحازة!
الشمس تنحاز للنهار
القمر لليل
النجم للاحتراق
وأنا أؤيد مؤشر الترمومتر
وأنغمس فيك على طريقتي
أو
أطفو/أحلق/أبتعد
لكن
لي صديق مثير
أكثر قليلا مما يكفي
لألغي صداقته
أقول:
يا إلهي
يعجبني عقله
أتوق للتحدث معه
ثم أتذكر:
خطوطه الحادة تعجبني أكثر
وأنا صائمة
فأخرس
وفي خرسي
أتأمل ابتسامة حبيبي النائي
فكرتها تدثرني
أقول:
يا إلهي
يعجبني عقله
وعظمه
وابتسامته
أتوق للإفطار معه
لتناوله
ثم أتذكر:
إنه بارد.
سحر الهاء في «معه»
في الأحلام وال «فيريتيلز» فقط
تحصل البنت علي الحضن أولا
قبل العشق وقبل كل شيء آخر
وفي حكايتنا
تضور
البسمة الجائعة
تلتمس بالمساء
بسمة أشد جوعا
تقتسمان جوعهما
والصبر!
تنتحر الموسيقى و...
يكفي أن أخفق لك
لتنمو الموسيقى فوق قمم الجبال الشبحية
وعلى التماس مع مستوى سطح ثديي
تنمو، وأنمو ... أتصعد
ثم تنتحر الموسيقى ... أخفق لك
حكاية المذعور
ستظل مضطجعة على شقها الأيسر،
ضاغطة.
سيظل ممددا خلفها،
ممدودا،
شاخصا ببصره إلى السقف المائج
الممجوج.
في الحكاية غير المتداولة
يغير الذي ... (لا ينبغي ذكر اسمه)
سلوكه،
تبعا لمؤشر الذعر.
عند الدرجة الخامسة
تكون مضطجعة على الماء،
يكون خلفها،
محدقا في بقايا عينيها المنطفئتين.
والجنيات حول البحيرة،
في الأوج ...
تتوهج.
عند الدرجة الثالثة
تكون مضطجعة على ظلها الخام،
متساقطة.
يكون حالا في عظام ظهرها،
يحتضنها،
ويربت.
العناكب في مواقعها،
تغزل.
الصمت في العاصفة،
يزوم.
عند الدرجة الثانية
تكون مطوية،
منطوية على ...
مستغرقة في ...
مسكونة بالكابوس الساري.
مخلوقات الأرق،
ترتدي صخبها القديم.
يكون ... واجما.
عند الدرجة الرابعة
لا تكون ... لا يكون.
شيء ما ...
يتكون.
عند الدرجة الأولى
المذعور ...
يشخص ببصره إلى ...
يتشخص،
ك «لا أحد».
ويتوقف ... عن التربيت.
كلها نهايات ميتة
كلها
نهايات ميتة
في حلم ما
قصيدة رجل أحبه
كانت تحدثني
حصريا
تحاور
بارتفاق
قصيدة من قصائدي
وأنا ميتة
في حلم ما
كان طبيب
سماع
لخيبات الأحلام
يقدم لي أذنيه
أردهما إليه
وآخذه «هذا حديثي
أنت أردت الاستماع»
في يقظة ما
كانت القصيدة تموت
كان لمشاعري
نهايات ميتة
وطبيب ميت
وشاعر يموت
قبل أن
تحاور قصيدته
قصيدتي
وجودك
في ليالي الأخيرة
صرت أحلم أحلاما غير مهمة
مزعجة قليلا أو تافهة
في أحدها كنت أحلق شعر جسدي
أستحم، وأخرج عارية إلا من رداء شفاف
كجميلة إغريقية قديمة لا تخجل من جمالها
كنت أراني أجمل
في كل أحلامي الأخيرة
كنت أخف
وكان وجود ثقيل في كل حلم منها
أشعره في حينه
وفي لحظات الإفاقة
وفيما بعد الإفاقة
والآن وبعد الآن
لا أراه ولا أتذكره بوضوح
ليس بوضوح قطرات الماء التي كانت
تتساقط منحدرة على كتفي
ثقيل ومحبب
ولا يمكن أن يكون لأحد سواك
لا أصنع المحبة بالكلمات
يا عزيز!
أنت جزء من حقيقتي السحرية.
موجود.
غير موجود.
في عالم آخر، اسمك «ملبن»، مثلا،
تلعب معك بنت اسمها «شيماء».
قواعد اللعبة اللا أحد يعرفها،
كلاكما غير ملتزم بها،
لأنه ببساطة: «لا قواعد».
اسمك «صاحب الوشاح الأحمر».
صفتك:
الغريب الذي لا يمانع استماع الحكايات،
ليس لديه حكاية يحكيها في المقابل،
ليس بيديه قلوب كهذه
يوقع بها الرسائل.
في عالم آخر، أنت أنت.
تدل علي نفسك،
علي نفسه،
علي صاحب الضمير الغائب،
غيابه يمكنه أن يتحمل،
بضمير، كل ما لا يحتمله الحضور.
أنت أنا.
أكلمني.
أتعرف علي وعليك،
علي الاحتمالات،
علي الجزء الذي: ربما أدركه الوعي،
لولا اللاوعي سبق،
والعكس.
أراني فيك قبلما أراني.
لا أصنع بك ولا فيك يا عزيز،
أنت - فقط - بعض التجلي.
طقس التماهي
أنزعني وجلدي
أخلع عنك هلعي، لحمي ونبضي
حتى لا يكون حجاب
تضيئني ... توضئني
تسبغني على أحرف اللين
تقويني
على امتداد
الصباحات الجديدة
ثورات الوجع المنهوكة
وجهك المطل من نوافذ الصبر «أنت» النافذ إلى «أنا»
وابتسامة بطول شعاع الدفء
تبدأ فيك ... تبدأ في ...
ولا تنتهي.
السقف
في كهف عينيك الثلجيتين
أسير وحيدة
لا يتعبني السير
وإن طال ... إلى الأبد
لا توحشني الوحدة
وإن توحشت
لا أخشى شيئا مثلما أخشى
أن تنهار علي
فضاء داخلي
بين فضاءينا
احتراق.
أرقى إليك
وحدي
رائقة
بغير دخان.
ما ينزل لي كل ليلة قادمة
في الليلة القادمة
حين يتنزل بعضك/كلك حولي
عنقك يعانق عنقي
لن ألفني سبعا وسبعين درجة
ليواجه وجهك وجهي
لن ألفتك إلي
لتتأكد لي
وليتأكد كل هذا المس
لن ... لأني ... أعلم أنك
حتي اللحظة
حتي النهاية
ستظل
حبيس بعد آخر بعيد
ستظل
جنيا جنينا
تتراوح
في وسط الراحة
في طرف الخيط المفقود
في عدمك
في عدمي
كل الوقت
الملثمون
فوق سطح الكوكب القريب
حيث لا جاذبية
سيخبرونك أن الماء الزلال لاذع جدا
أن السماء أفق من مروج محترقة
أن المسبحين بحمد الثقوب السود
يصدقون بأنها حميدة فعلا
أن الجثث الجميلة جميلة ... فعلا
تزداد جمالا بازدياد حمرة الدم
صفرة وجه الفنان
سيخبرونك أن الأخضر
بروج دخان
تزهر لعب أطفال نامية إلى أسفل
مدفونة
وسأخبرك
أن لدينا عشر ثوان ... لممارسة الحب
مجرد تهدئة
احملني/احمليني
بعيدا عن هذا الصمت
خذني/خذيني
إلى صمت أكثر صخبا
أنا محتاج/محتاجة
إلى الطفو على سطح غربتي
إلى تفتيت مركز هذا الثقل
إلى تخفيف العالم
إلى أن أراني
بلا ضوضاء
إلى أن أنفعل
بلا انفعال
أكتب بلا حروف
بحاجة إلى أن أموت
بعينين مفتوحتين
خاليتين من الدهشة
هادئتين/مهدئتين
أموت ويدي
إلا من حاسة اللمس
وروحي
إلا من القبل
وأنا إلا مني
صامتا/صامتة
لا أكاد أرى
أنت في حياتي
1
يبكي ملء أحلامه الصغيرة،
تضمه، يتماثل للهدوء،
تداعبه، تغمرها منه - ولما يجف الدمع - ضحكة.
أنت في حياتي تلك الضحكة.
2
طيران أعجميان،
معتصبا العينين،
قصيصا اليدين والرجلين،
تلامست - عرضا - أنفاسهما،
فانصرفت كل حواسهما في إدراك مذاق القبلة.
أنت في حياتي تلك القبلة.
3
شريد في نفسه،
شارد عنها.
يلاحقه الليل،
ظلمة الجبل المقيم،
ابتئاسات الغيمات،
بأس الأغيار.
لكنه ... مطمئن!
أنت في حياتي ذلك الاطمئنان.
4
موتور الخفقة بالرجفة،
تحدك من كلك وحدة.
وهو الأول؛
الله،
يهبك الدفء الأول،
يتر الرجفة بالرحمة.
تراه،
فتركع له ركعة حب.
أنت في حياتي تلك الركعة.
5
منجرد ... متجرد،
مهدم الجهات الأربع.
كاف عن التصويب؛
يمنة/يسرة/إلى أسفل.
يترفع:
هلا نظرت إلي كما أنظر إليك!
تتخفض،
تومئ إيماءة فاخرة،
تتفجر ... عيونا ...
مطرا،
غمرا.
أنت في حياتي ذلك الغمر.
للحنين قصة
للحنين قصة لا تروى
وفي الرواية:
فقدت إيماني بالنوستالجيا
لم يعد لدي ما أحن إليه.
تجديدات
ليستأصل الموت
اجتث قلبه
غرس موضعه نقطة دم زرقاء
لم يدمها يوما ألم.
ألقى قوالبه
وارتدى ... حلة نسيان.
على فراغ
وجهك يظهر
في مكان ما
بين عقلي وبين العالم البارد
فنجان الشاي الساخن
يذيب الثلج عن ممرات
بين يدي، أنفي، فمي
وبين ذاكرتي
فلكأنك أنت حضرت الفنجان
وأنت أحكمت لف الكوفية
تدفئ دروس علم الإنسان
تعيدينها علي قلبي
فيما يندفع الشاي الأخضر
إلي كهفي البدائي
أنت تلتقطين خصلات شعري
في هذه اللحظة عينها
تضفرينها بينما ...
ثم تضمينني
ضمة جبل لحصاة
أو إن شئت الرقة:
ضمة نهر لقطرة ماء هاربة
ضمة عزيزة
لا يتحصل عليها إلا
قبل كل امتحان
وبعده
وبعدها يتفتت وجهك
يبعد
ويعود
ليتواري بين عقلي
وبين العالم
أنا أكيدة
أمي متعلقة بي
تعلق جرح بألم
ألم بألم
أمي سحابة
أنا ندفة منها
مجتزأة
ندفة محياة
مماتة
أمي تخيفني
ما زالت تحملني
على قدميها
تهزني/تهتز معي: «يا رب،
الألم،
يا رب،
الموت،
يا رب،
اتساع القطع،
اتساع القلب،
يا رب،
الخوف،
يا رب،
النبض/القبض»
أمي وحيدة
وأنا كذلك.
حكاية عن النوافذ أو عن الغياب
كانت أمي إذا حل الليل
تلصق عينا بزجاج النافذة
كأنها جزء من النافذة
كأنها جزء من الليل
ترتعد النافذة من فزع
ألا يطلع وجه الأب
من جديد
كان غياب، فطلوع، فغياب
حتى تكاثرت عيون أمي
تساقطت
كلها
تصلبت النوافذ
وأصبح الانتظار
عادة متوارثة في العائلة
وظل الغياب
عادتنا المفضلة
ما فعلته بي مدينة اليمام
أحكي لك حكايتي يا عليا؟
المدينة الهادئة التي تعرفين
أخذت كل أبجديتي
كنت أضع الكلمة الصاخبة بين يديها
لتعيدها إلي غير قابلة للنطق
المدينة الهادئة أخذت لساني يا عليا
وأعطتني صوت اليمام
لا أسمع هديله إلا
رأيت وجه أمي
المضيء، كشمس المدينة
الخالي، كصحرائها
المحير، كاتجاهات الريح فيها
تميل أمي رأسها بحنان
طربا لوجيب اليمام
اليمام الذي كان يحب أمي
وكانت المدينة الهادئة على الحياد
وكنت أنا بلا صوت
فالمدينة - كما تعلمين - أخذت صوتي
وأخذت صمتها، وأمي، وغادرت
الحكاية يا عليا ...
الحكاية لم تعش لنهار واحد خارج المدينة الهادئة
لم يهدل اليمام في الصباح التالي
وأبت المدينة إلا أن تتم لي صمتي، حتى ...
حتى، أخذت أمي في نهاية الحكاية
ربما لشدة ما أحبتها يا عليا
في النهاية، المدينة لم تكن محايدة تماما
المدينة - على ما يبدو - أحبت أمي
وهي وإن تخلت عن جسدها
لمدينة صحراوية أخرى
فقد احتفظت بأذنيها لليمام
وبصوتي
لصرخة لن أصرخها أبدا
أمي ... عليا ... مدينة اليمام
صديقة مدينة اليمام
ببضع كلمات فقط
تهديني صورة لأمي
كما لم أرها من قبل
أمي اليمامة التي
لا أجدها
لا أجد أثرها
في مدينتي المتشنجة
أجدها
أجد خصال نبوتها
في تراتيل عليا
ترتل عليا صورة/سورة أمي
الآية الأولى: محبة
الآية الثانية: تفاحتان
الآية الثالثة: صمت، في غايته
أمي التي لا أجدها في وجوه العائلة
أجدها على مائدة المحبة الصامتة
تقسم التفاحتين:
قسما لقلوب الصغار؛ صغار اليمام
وقسما للغياب
وقسما لعليا، للوجهة، للمسافة
الغيم ثقيل جدا
... لكنها لا تمطر.
الدعسة
أنا طفل الطائرة الورقية
وأنت دعساتي الخاطفة
إذ أقفز في الهواء
خلفها.
وبعد
راح الصغار وضحكات النسيم
وجاءت الأم
دائما ما تجيء الأم
من حيث يصب النهر في المحيط
المحيط في عين الشمس
الفانية في الأبدية
والأبدية أم تفقد صغارها لتستعيدهم
الأم استعادات تتكرر
وابتسامات ظلية
شفق
إشفاق
اشتقاق
شق ك «التئام»
كأصل وعودة.
يعود الأولاد الصغار
ولا يكون بعد العودة شيء.
أثر الترتر
لم يكن الحضور ودودين للغاية
لكنني كنت مسالمة كأطفال المرسم
هيثم يرسم كوخا بدائي الدفء
هاجر تغرقه في لعاب الأقزام الجوعى
الوردة في لوحة مريم لا تنظر في عينيك
الكلب في حلم وائل فقد ذوقه
يلعق دمية الجليد التي تتزين برابطة شعر
لا يلاحق خوفك منك
بورتريه الرجل المشنوق يسأل:
كيف تثير إعجابا دون أن تثير إعجابا؟
كيف تقول دون أن تتكلم؟
كيف تحول دون أن تنتقل؟
كيف أموت دون أن أضطر إلى الموت؟
زياد يوجه سهما يرشد:
من اللطيف أن تلبي دعوتين: الضم والغرق. «حبات الترتر لها بريق أمي»،
تقول سلمى وهي تطبع العين العشرين.
قولي لي يا سلمى:
لماذا تتكاثر عيون الأمهات كلما خبون؟ «كان هنا دندنة، صوت وانطفأ»،
التقطه أحمد صورة محرفة
أما عمر، فيساعدني
يغزل شباكا صاخبة
تردد: «ضحكتك مسكن أرواح»
تتحرر الضحكات، وأعلق.
مسودة شغف
العذراء: إنهم يئدون أطفالي
أجنة من فراشات
تختلج
وغلالة ثقيلة الظل
تجندل العنق المتمطي لهفا
لتبرد الصرخة
تختنق العذراء
فلا تقيء المزيد من الأطفال
العذراء: السماء لا تمطر عيونهم
السماء فعلت مرة
التقط كل غريب عيني غريبه
مشمولتين بسماء مجانية
وأرض تسدد على أقساط
و... «الآن ... ولفترة غير محدودة
يمكنك أن تختار التغطية التي تريد
لدينا نكهات متعددة للملح
ودلاء شغف لليالي الماطرة.»
العرافة: سيدركون أخيرا كم أنت رائعة!
أكوام الورق المكور على سحره
حول سلال المهملات
أصلية
النصوص المبيضة
كخصب غسله ماء مكرر
تفقد معجزتها
تفقد العذراء أطفالها
تفقد السماء عينيها
والشغف
الموت لأسباب أخرى
تلك الأجنة التي
تتخلق في رأس العذراء
لا بد أن تموت
امرأة بهذا الميراث من الموت
لن تلد إلا أجنة ميتة
مقتولة
لن تلد أصلا
لا أحد يقتل أجنتها
العذراء بنفسها
تقتلهم
لا يزعجها صراخهم
لا يؤلمها
تفسر:
منح حياة لجنيني الميت
لن يحييني
لن يكف يد الموت
أختار حمل الموت داخلي
أختار أجنتي الميتة
لا أختار تمرير الإرث
تجيب:
سأنسى؟!
العذراء الأم؛ أمي
منحتني الحياة
ومررت لي ما مررت
ثم نسيت
في رأس العذراء - المليء بالأجنة الميتة
وبتلك التي ستموت -
تبدو ذكرى الأم
مبنية بكاملها
دماغيا
وتبدو الحياة
كأن لم تحدث قط
العذراء
لأجل ذلك
ولأسباب أخرى تتعلق بالمرارة
ولأنها رحيمة
ستظل تقتل أجنتها
تغيظ الموت
وتفرغ قلبها من الحب
ومن الكراهية
لأني رقيقة جدا
أنا أكثر رقة من واحد له صديق خيالي
يكلمه وحده، ولا أحد غيره
أنا لا صديق خياليا لي
لو وجد لقتله الملل
لو لم يقتله الملل لقتلته بنفسي
ثم لبكيت قليلا
ثم لخلقت آخر، فقتلته
الآن تعرفون لماذا لا أتخيلكم
لا أكلم أحدا غيري
ولا أقتل إلا نفسي
لا أذكر متى مت
أختي الصغري تعتقد أني ميتة
أنا أعتقد أن «البنت التي تجري» تمثلني
أختي الأخري:
أنت! أصدقاء! صديقات! غير مألوف!
يا أختي اطمئني
صديقة الموعد الأول
لن تأتي
صديقة الموعد الثاني
لن تأتي
صديق الحلم الذي أتي ليلة أمس
لم يأت علي ما يرام
كنت له مفتوحة الذراعين والقلب
وكانت الهوة الزمكانية أشد انفتاحا
عبرني إليها
تخللني علي كره
وسقط في الهوة
لأنه يريد أن يسقط.
العيب ليس هو، وليس ما يريد.
ربما، أنا الشبح الأجوف الأشف
ربما، أنا ميتة بحق يا أخت
ولا وجود بداخلي
لأي شيء حي.
أنا ميتة
غير أن هيئتي التي مت عليها
لا تخيفني
النساء الجميلات اللاتي
قد ترين في وجوههن آثار احتراق
لا أراهن قبيحات
أنا فقط أجزع لألمهن الذي قاسين لما احترقن.
لكن ألمي أنا أخف
ألمي بعيد جدا ... لا يكاد يذكر.
للعودة أعيادها
ستعود
نوبات الفقد الهستيرية
ستعود
سأتلوى:
لا تتركني وحدي
لا تقتل طفلي
لا تتخل
في عودة تتلو
سأتفهم
للثورة ضحاياها الاعتيادية
أنا محض خسارتك مني
لا شيء شخصي
تفقدني
كحلم معيب
لا يرد لبائعه
في عودة أخرى
سأحزن
حزن الرحم
على سر الحياة المباح
لن أحزن طويلا
لن أغضب أبدا
أنت لم تقصد ذبحي
لا تبك
في عودة أخيرة
لا أعود
سنموت بعد قليل
خفقة ... خفقة ... خفقة
ما يلزم كي تدوم دارة الشجن
من قلب إلى روح إلى بدن
ولكي يقال يوما ما:
فلان ... قتله شدة الخفقان
تفضيلات
شوارع وحيدة
يطربها - صامتا - نغم الوحدة
تفضله مشوبا بك
كصبح أول
عدت إلى الحلم.
مرحبا.
تصير حقيقيا يوما بعد يوم
وأجن أكثر.
أنت أولي بأكثر الطرق إثارة للتفطر
تجمع بين أقصى العنصرية وأقصى التركيب
متوقع جدا وغير متوقع ... جدا
مثير لكل الحواس وللاحس
أليف وبري
جار وراكد
صوتك، هيئتك، مفازاتك:
ماء وهواء وتراب ونار وصخر ... كلها
وكلها في أنقى صورها
مع أثر ناعم لأدوات التشكيل
منحوتة طبيعية أولية مهذبة
تغري الرائي والسائر بمحاذاتها بالانصهار حينا
التسامي حينا
تحينا لاندماج محتمل/غير محتمل
اندماج بعض عنصر ببعض عنصر
المضي صحبة هدوئك وهدايتك
تحلل ... وائتناس
تؤنسني فكرتك
تصيبني بالصداع
وضيق في التنفس.
غربة
واحد يدخل مجال الآخر
بم يشعر المقتحم/المقتحم؟
كيف يفسر اللحظة؟
كيف يري نفسه/الآخر؟
الممثل في الفيلم مثلا
يعلم أن ذراعيه ستلائمان الآخر تماما (إنه مكتوب في الورق)
سيحتضنهما قبل أن تحتضناه
ماذا لو كنت أمثل وكنت
أحدنا لا يعرف الآخر
زج بنا في المشهد بلا ورق
غريبان غريبان
أينا سيفر قبل صاحبه؟
أي لحظاتنا ستتجمد/ستجمدنا وتجري؟
العالم قبل اختراع الحب
1
غرفة تسكنها الفئران
وامرأة؛ أعني رجلا
بل شيئا آخر
يجلس على كرسي في وسط الغرفة
في حجره هاتف ذكي
وفأر يهمس في أذنه:
أنا أذكى
2
أمي لم تلدني
أمي غصت بي فقاءتني
كما العذراء التي كتبتها في قصيدة سابقة
تذكرونها؟ وأطفالها الموءودين؟
هذا ما حدث
غير أن أمي لم تفقدني، ولم تختنق
الحكيم حل المسألة:
إليك وعاء مليء بمحلول الفورمالدهيد
ضعيها فيه وأحكمي إغلاقه
ثم ضمي الوعاء إلى صدرك هكذا
نعم هكذا بالضبط
هكذا - فقط -
لن يصيب طفلتك الصغيرة العفن
3
تجربة اقتراب من الموت
تتكلل بموت حقيقي
تجربة يمكن عكسها في الاتجاه الآخر
لكن الحياة لا تحدث
ولا تجد من يعود من الحياة
ليخبرك
عن مذاق الشمس في صباح جديد
عن امتلاء الرئتين بما يملأ رئتي الرفيق
عن انتظار الفرح
وانتظار الموت
غرق
الحكايات الباردة
تلك التي تشبهني
لا تنفذ إلي
حرارتي مسيجة بحري
أستغيث
لا لتنتشلني فرق الإنقاذ
أصرخ
لأقيس بعد الحاجز عن المحجوز
أنغمر
لأونس كيانات القاع المنبوذة
وتحدبات الذاكرة
جسمي منقلب المسافر
يقصد وجهات مجهلة
ورأسي مسار
التفافات
يتلف الحنين المثار
أغرق
الغرق يشبه الوعي
يشبه غيابه
يشبه الغابة كلها أليف
وأنا شريدة
شعري أعشاش طيور
جلدي لمسات أحفورية
خيالي هواء مسه ماء
لطخات من هوى مغسول
الأرض بين ضلعي وضلعي
تبتلعني
ولا سماء لي
الفتى الفكرة
حلمت بفكرتك الليلة الفائتة
كنت أفكر
ورأس رجل غريب في حجري
غريب ووديع
عاري الصدر مغمض العينين
خلي البال
وبالي مشغول بك
كنت أفكر
والبنت تحت جلدي
منتشية
تعير الوسيم وجهك
كنت أفكر
والرجل الممدد بسلام بين رجلي
يقبل يدي الممدودة إلى قلبه
ويرد وجهك
قليلا ... ربما
داخل الفيلم غير الدرامي
غير واعية بمقدار الثلثين
أنتحب ثلاث انتحابات عميقة وخاطفة
الرجل المجلل بالضباب، خلفي
ثلث واع، وعيه يساحق وعيي
أنفاسه تتردد في أذني
ممزوجة بما هي ممزوجة به
تخزني
تعصف بهدأتي المتكلفة
ألتفت لدى الانتصاف
إليه؛ الرجل النفس
لا أتبين لونه ولا ملمسه
آخذ بحنجرته
أقضم تفاحته
أتنشق بخوره
يقول: قبليني
أقول: لا، حتى أحبك وتحبني
ولا يكون لنا إلا التهام أحدنا الآخر
يطرق على هيئة ما هو عليه
يأسف ... ربما ... قليلا
وينفث العطر
يستمر
إسراف
تسرف في تبديدي
أسرف في التجدد
والبقاء
للأكثر بذخا
هذه الساعة من الليل
هذه الساعة من الليل
لها مذاق الانتظار
وملمس الضوء
الملقى على أرضية حجرتي
المظلمة
الواسعة
وضجيج القنابل التي
يلهو بها الأطفال
ورائحة الغياب
وسكينة الموت
وهدوء القاتل
واحتضان القاتل للمقتول
هذه الساعة من الليل
عارية كالنهار
وأنا غطاؤها الضافي
تلفه حول فضيحتها
تشده عليها
وكلما شدته ... تمزق
لم يدرك أحد كم كان القفل خائفا
لم يخفني قط
بهذا القدر
إلا علاقتي مع الأبواب
باب البيت الذي أسكنه
معطل الأقفال
دائما
اللصوص على أعتابه
دائمون
لا يمنعهم استباحة البيت
استباحتي
إلا جسدي
المشدود
أبدا
كقفل لا يعتمد عليه
يرتخي القفل حينا
لينفذ المتلصصون مجساتهم
تحاول
تغيير نظام البيت
قنص روحي
يشتد القفل أحيانا
بل معظم الأحيان
حتى يسحق
تماما
تحت وطأة القوتين
محصلة عراك القوتين
صرير صدئ
وقلق يدوم
وسكون يؤلم
وأنا والبيت
أنا بين قوتي المفردة
وبين قوة العظام التافهين
يدفعون الباب
يدفعونني ومخاوفي
وأدفعهم
وأدفعني أيضا
وأنا أصلا قفل
أنا مجرد قفل مفرد
معلق في باب مفرد
شبه مغلق
شبه مفتوح
أما الباب
فثقب ليس الوحيد
في جدار وحيد
في بيت
أسكنه وحدي
أما أنا
فلا أنام في البيت
ليلا
إلا عندما يعود إليه
كل ساكنيه
وحدهم اللصوص
المثابرون بطبعهم
يعلمون
أن البيت؛ بيتي أنا
بطبعه؛ بطبعي
لم يعد له معنى
الرجل الوافر الذي لم يبق منه شيء
فعل كل ما فعل
ليمحو نفسه
الرجل الأبيض
شديد البياض
شديد الاستسلام للشمس
تحيل وجهه القمري
قمرا شديد السمرة
يتوارى تحت ثيابه
بريق خفي
كثنيات طفل جديد
كقلب لا يرى
الرجل الذي فعل كل ما فعل
ليمحو نفسه بالكلية
كان له قرينة
ظل يصغره بعشرة أعوام
وزيادة
القرينة الصغيرة
كانت خاطة تلقائية
لها قلم مرتعش
قلم لا يقرر
لا يجيد التعامل مع الشمس
ولا يتخلى في غيابها
عن أرديته الكثيرة الحاجبة
الخاطة التابعة
المتبوعة باللؤلؤ
تسقطه خلفها سحابات لا تمطر
لم تستطع إلا
مباركة خطواته الماحية
يخطو ليمحو خطوة سابقة
ويحاذر أن يمحو أثره الأخير
الخاطة لما امحت تماما
كأثر أخير
لم يجد الرجل من يحمي آخره
من يمنع
انفطار القمر
الرجل الذي محا نفسه تماما
لم يبق منه إلا
ممحاة
لها وجهه الأسمر
وميل طبيعي
للتلاشي
الوجه الآخر للفراغ
«أسماء» تتحدث عن «لعنة التوثيق»
لا تكتمل الحكاية/الشعور إلا إذا صيغ نصوصا
متخمة بالكنايات
أو صريحة
أسماء تعافت، قالت،
وأنا أحتضر
هذا الامتناع الطويل يؤلم
كانتفاخ قدمي في نهاية يوم ثقيل
وتلون أطراف أصابعي بالأزرق
كالضغطتين كل صباح وكل مساء
تصر عليهما الزميلة باعتيادية وسذاجة تغيظني
أنا أكره هذه الأحضان الغبية يا عزيزتي
وآمالي مقطوعة في أخرى ذكية/أزكى
هذا الامتناع عن الإتاحة يؤلم
المسودات غير المنشورة تزيد مزاجي قتامة
الرسائل غير المرسلة تسمم صندوق البريد وتسممني
كرغبتهم المعلنة في تشييئي حينا
وتصييري إلى لا شيء في أحيان كثيرة
وأنا - متألمة - أستكشف ذاتيتي بصبر لا يفهمونه
ساعات البوح
الساعة الأولى
اللاانتماء أكذوبة يا «مروة»
أنا مثلا أنتمي للأشياء الناقصة
اكتمالها يفقدني اهتمامي بها
ونقصها يسترعي انتباهي للحظات
أنتمي للخوف من التجربة
وأنتمي للشغف باختبار الاحتمالات
لن تصلك الإجابات علي طبق من حذر
لكن اللاخطة تسوق إليك الكثير منها
ولن يكلفك ذلك سوي بعض التوهان
ربما اهتراء نعليك وقليلا من آلام الركبتين
الكثير من أغاني «أم كلثوم» أيضا «قربك نعيم الروووح، والعين، ونظرتك سحر، وإلهااام»
وتفكرين أنك لا تنتمين إلي قرب أحد
البعد - كما النقص - مغر
كما الانتماء إلي الطرق
وإلي لحظات الإفاقة
والنظرة المستكشفة في مرآة كل صباح
وكأنك تعيدين التعرف علي حدود الممكن/حدودك
كل صباح
التكرار محبط
تخبرني «إيثار» أن البشر نسخة واحدة تتكرر
يختلف ترتيب الأطوار وتتباين مددها
لكننا - أقول - ندور في الدائرة ذاتها من عدم النضج
متي يعرف أحدهم أنه كبر كفاية؟
متي نتوقف عن الافتتان بالروايات التي تحكي الأشخاص النيئين
نحبهم لأن كاتبيهم كانوا من الجبن بمكان
حتي إنهم استخدموهم كغطاء لانكساراتهم الخاصة
ومتاهات الطفولة التي علقوا فيها وما زالوا عالقين
يمتلكون شعرات بيضاء طويلة كمثل التي لدي
لكنهم - مثلي - لا يتوقفون عن طرح السؤال:
متي ستبدأ حياتي؟
لا في جانبها المكتمل
إنما ...
متي ابتداء النقص؟
نقص يمكنني الانتماء إليه!
الساعة الثانية
أحدد موعدا
لكن يوما كاملا يقف علي رأسه فوق رأسي
يمنعني
وأي كتابة أصلا؟!
ولماذا كلما فكرت فكرة ساذجة
قلت لي: «لا تكتبيها ... ساذجة!»
كان يمكنني أن أكتب عن هذا الصباح
بقايا النوم في عيني تريني ما لم أكن لأري
سائق الحافلة امرأة نصف ممتلئة
تبدو سعيدة
شعرها مصبوغ بالأصفر المضطرب
علي شفاهها طلاء قاتم
وابتسامة مرتاحة
وأحدهم يهتف: «علي جنب يا اسطي»
فتنظر في المرآة بثقة مومئة
والست تغني: «ده الهوي العطشان
عطشان عطشان
عطشان في قلبي ... بيندهك»
يمكنني أن أكتب عن «داليا»
ماذا عن «داليا»؟
عن البوح اليسير
أفتقد أن أبوح بيسر
أسأل «سجود»:
لماذا لا يمكنني أن أحصل علي أذنين؟
أذنين لا تمانعان أيا من هراءاتي
أقول كل وأي شيء
ولا تنطقان ... أو لتنطقا بالراحة!
الساعة الثالثة
إنها نوبة الذعر تتجدد يا أمي
أنا ملتاعة مذعورة
ولا أملك القدرة علي التشبث بيد حبيبي
يدي تصرخ في يده
وما بين اليدين يغرق في الصمم
وأغرق أنا في خوفي
وخوفي في خفقات قلبي المخفقة ... واختناق يا أمي
الرسالة تعرف أكثر
الرسالة التي في المسودات
لكثرة ما قرأتها
لم تعد تلح علي لأرسلها
تزعم الرسالة أنها
قد نالت نصيبها من القراءة
وأن المرسل إليه
لم يكن يوما وجهة مرجوة لذاتها
الرسالة التي في المسودات
تجزم بأني لم أكتبها إلا لنفسي
لا لأحد آخر
زخة
عابرو شارع الورد
تحمل يمين كل منهم مظلة من تفاح
والموت مظلتهم الكبرى
لا ينظرون إلى فوق
بل ...
إلى خمشات الحلم للأرصفة
الحقيقة للخيال
يصيخون السمع لتداخل صورهم
ولا يرى واحدهم صدى نفسه
غلق القوس
يقولون إنها ألعاب العقل
لا يوجد مصادفات سحرية
لا يوجد أحلام
لا يوجد غير ما هو موجود بالفعل
وكل ما يملأ هذا الرأس هو صورة شعرية أخرى
لم يستشعرها/لم يستعرها
شاعر بعد.
عندي ما أمتن له
يمكنني إذن الامتنان لشيء غير الوجع
عندي مثلا:
لحظات الشروع في الكتابة
المودة، اللينة، التلقائية، الصادقة
عندي الاختيار
من متعدد
الوقوف، على أرض متحركة
التدفق، باتجاه الضوء/الاحتمال
التفكير، من منطقة خارج الضوضاء
خارج الذات/العالم
الخريطة
بقدر ما أحب الأرض
ممدودة مستوية
أحب خرائط الكونتور
أحب خطوطها غير المنتظمة
بعضها يقترب من بعضها
يصنع منحنيات مغلقة
دوائر
دوائر تحيط دوائر أصغر فأصغر
أحيطني بأنوات أكبر فأكبر
لا نهائية
وأنا في المركز قمة
وأنا في المركز قاع
أنا جبل/حفرة
قطري سماكة الجدران حولي
عمقي/ارتفاعي/تكوري
أحب خريطتي الفراغية
المتشابكة الأبعاد
المشتبكة ...
أحبها
أمشي فيها
أتسلق/أنزلق
وأعجز عن معالجتها
أعجز حتى عن رسمها
عن قراءتها
سيرتي الذاتية جدا
كتابتي مثلي
معدومة القدرة علي التواصل
البعض يخالونها مثلهم
بينما هي لا تنظر في أعينهم حتي
البعض عجزها عندهم مفتضح
ينظرون إليها من طرف أعينهم
هذا إن نظروا!
هم يتجاهلونها علي الأغلب
وهو خير لهم
يأخذونها علي محمل الخرف
وهو خير لها
وآخرون محيرون
أو أغبياء
يحسبون تركيبها إلغازا
مجرد إلغاز ينتظر الحل
إلغازا لا حل له
وتقلب عينيها في السقف
تشتتا
تأملا
تيها
ترفعا
أمرا ما مؤثرا
أو لافتا
أو غير ذلك
وآخرون آخرون
وأنا لست هؤلاء، ولست الآخرين
لست إلا مرضي غير المعدي
كتابتي (دوائي) مريضة مثلي
وقارئي (طبيبي) ليس له وجود
وهو ليس طبيبا ماهرا
بالمناسبة
سيرتي الذاتية جدا حسب آخر تحديث
أنا لبنى
عمري ثمان وعشرون
سنة أو صرخة
أجدني
أبحث عني
أفقدني
لا أجد ما أبحث عنه
أجيد عدة مهارات؛
هذه المهارة بالذات:
لا أجيد اختيار معاركي
يصنعني الانتظار
أنتظر المعركة القادمة التي
لم أخترها
لا أختار التقطع قلقا
لا أعرف الطمأنينة ولا الاطمئنان
إلا لأوقات قصيرة
أحلامي قصيرة
كنفسي في القصيدة
تنتهي قصيدتي بسرعة
قبل أن تعلن عن نفسها
وبدلا من نطق حرف واحد آخر
تحصر رأسها بين كفيها
في الزاوية
تختار معركة وهمية
وتنتظر الحقيقة
بأفكار متقطعة متقاطعة
وعندما يغلبها الفزع
تلم أطرافها
توصد أبوابها
في وجه قراء متلصصين
غير موجودين
ثم تنظر في مرآتها
في الظلام
وتصرخ
ثم ... تنتظر ...
هذا ما تكتب عنه الشاعرة قصيدتها
الجديدة
أريد أن أكتب قصيدة
قصيدة إيروسية؛ تحديدا
تتصل الشاعرة بالقصيدة
كمغامر متهور
يستكشف أعالي رحم ما
يمكث بذراه دهرا
ريثما
ينفتح له باب النزيف
ينزف الرحم نفسه
تنزف القصيدة
تضامنا معه
تغرق الشاعرة في الدمين
يتشابه الدم علي القراء
عدا قارئ وحيد
يدع ما للطبيعة للطبيعة
وما للقصيدة للقصيدة
ويأخذ بأنتي الشاعرة
يعلكهما بأنتيه
صخب
صخب
هدوووء
وفيما ينقطع الدم
ينقطع الألم
تسحب الشاعرة نفسها
تصحب نفسها
في مغامرة جديدة
وحدها
وغرق جديد
يتشابه الدم/يتشابه القراء
لا يعود ثمة قارئ مميز
لا شاعرة
لا أنين
وحدها تمتاز القصيدة
القصيدة النازفة؛ تحديدا
قبلة النهاية
كانت ستكون نهايتنا السعيدة
تلك القبلة
لولا أني
لا أريد لهذا أن ينتهي
تجديدا للنية
هذا الكتاب ل «لبنى» التي تعلمون أنكم ...
تعلمون أنكم: «منى» و«أحمد»؛ الربان
و«إيثار»
و«سجود» و«حاتم»
وبشر آخرون، أذكرهم أحيانا
وأنساهم.
Bilinmeyen sayfa