فهز اللفتننت كتفيه وأطلق طلقة، وفي الحال لاح لهما عن بعد دخان ونار مشتعلة.
فصرخ بورتر وقال: لقد حرقت شيئا بنار بندقيتك يا لفتننت، انظر إلى الدخان، كف، كف عن الطلق. - ... ترك ... ترك. - كف كف فإن الأهالي قد اجتمعوا عند النار. - وماذا يهمني؟ وكيف أترك هذه الحمامة الطائرة تفر مني؟ ثم أطلق بندقيته مرة ثالثة.
فنظر بورتر فرأى أن بعض الأهالي اجتمع حول النار يطفئونها والبعض جاء إليهما! •••
نترك هذين الصيادين قليلا، ونذهب بالقارئ إلى المكان الثاني حيث القومندان ورفيقاه يصيدون هناك، ونبدأ بقصة صيدهم.
قال الكبتن بول: سنرى يا قومنداني العزيز من منا يصيد أكثر.
أتظن أن تنظيفك لبندقيتك سيكون سبب ذلك يا كبتن؟ - أظن، اسمع ... ترك ...! ها قد اصطدت حمامة. - ... ترك ... وأنا أيضا يا بول. - لقد أخطأت يا قومنداني! - ... ترك ... ترك ... لم أخطئ هذه المرة! - ... ترك ... ترك ... تمب ... - ... ترك ... ترك ... تمب ... - ... ترك ... ترك ... تمب ... - ... ترك ... ترك ... تمب ... - ما هذا الحمام الكثير يا قومندان؟ - ألم أعدك بذلك يا بول؟! - إذن فعشاؤنا هذه الليلة لذيذ. - جدا! جدا.
كم أنا جوعان وأتمنى أن يأتي الليل لنذهب إلى المعسكر فنتمتع بهذه الأكلة اللذيذة. - ... ترك ... ترك ... تمب ... - ... ترك ... ترك. - لقد أخطأت. - ... ترك ... ترك ... تمب. - ولكنني لم أخطئ هذه المرة. - انظر! يا قومندان ما هذه النار المشتعلة أمامنا؟ - لا أدري، وأخاف أن تكون نتيجة نارنا. - بالحق إني خائف من ذلك. - إني أؤكد يا قومندان بأنها من نار أحد رفقائنا الذين هما في الجهة الثانية. - وأظن ذلك. - انظر، كيف اجتمع الأهالي لإطفاء الحريق؟ - هيا، ولنسرع لنعلم الخبر.
فجرى بسرعة الميجر ومن معه خلف عبد العال نحو اللفتننت ورفيقه بورتر. •••
نظر الأهالي فرأوا الإنجليز قادمين عليهم بخيلهم ورجلهم ليصطادوا حمامهم الذي يقتاتون منه، فسكتوا وسلموا أمرهم لله، وكمش كل إنسان في مكانه بدون أن ينبس ببنت شفة.
وكان محمد عبد النبي وامرأته مبروكة في جرنهما ينظران إلى عمل النار في حمامهما ويتحسران، وبينما هما في حسرتهما إذ جاءت رصاصة فأصابت مبروكة فوقعت من على النورج تتخبط في دمها، وسرى هذا الدم الأحمر القاني إلى القش الأبيض الناصع فكان المنظر مؤثرا، فقام محمد عبد النبي وأكب على وجهها وهو يبكي بكاء مرا، وفي أثناء بكائه نظر فإذا النار مشتعلة في جرنه، فازدادت مصيبته وصرخ بأعلى صوته على الصيادين: يا ناس حرام عليكم، يا ناس موش كده، موتوا مراتي وحرقتم جرني.
Bilinmeyen sayfa