Sayım Tersine
عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء
Türler
إذا أطلقت الولايات المتحدة قمرا صناعيا فوق الاتحاد السوفييتي، فربما يعتبر الكرملين الأمر ضربا من العدوان، وربما يرد ستالين على ذلك بعمليات عسكرية، مرسلا قوات أو مهددا باستخدام القوة ضد الدول المجاورة التي توفر قواعد عسكرية للقوات الجوية الأمريكية؛ ومن ثم، قبل إطلاق هذه الأقمار، يجب أن تثبت الولايات المتحدة أولا الحق القانوني في التحليق فوق الأجواء الأجنبية، وهو حق يرقى إلى «حرية الفضاء»، ويشبه حرية أعالي البحار. يسمح هذا الحق للمركبات الفضائية بالتحليق فوق الدول الأخرى دون الحصول على تصريح منها.
يختتم كتشكميتي حديثه قائلا: «ربما يتمثل أفضل طريق في تقليص مخاطر الإجراءات المضادة في إطلاق قمر صناعي تجريبي في مدار استوائي.» سيصبح حجم المركبة الفضائية صغيرا نظرا لأنها لن تحمل أي كاميرات، وستتفادى المرور بالأراضي السوفييتية الشاسعة، وهو ما سيجعلها تلتزم بالاتجاه الشمالي في مدارها. ومن خلال مواصلة البحوث ذات الأهداف العلمية بدلا من الأهداف العسكرية، ربما ينطلق القمر الصناعي فوق عدد من الدول دون أن يثير ذلك استياء تلك الدول أو تذمرها؛ وسيساعد هذا الأمر في ترسيخ حرية الفضاء باعتبارها مبدأ قانونيا، وهو ما سيوفر الغطاء للأقمار الصناعية التي ستستخدم في مهام الاستطلاع اللاحقة.
مثلما برهنت الأحداث، وقع صدام شديد بين السعي نحو حرية الفضاء والإصرار على تحقيق الريادة في إطلاق مركبات فضائية تدور في مدارات فضائية؛ فربما تنجح مركبة كتشكميتي الفضائية العلمية في إرساء هذا المبدأ القانوني، لكن لا أحد ينكر أنه في حال إطلاق روسيا أول قمر صناعي من هذا النوع، فإنها سترسخ على الفور هذا المبدأ بلا منازع. وفي ضوء السرية التامة المطلوبة لأغراض الأمن السوفييتي، ربما يضعف هذا الإنجاز من أمن البلاد، حتى مع الظفر بشهرة عالمية، وهو أمر كان من المتوقع حدوثه في الواقع على الرغم من أن تلك الأحداث استغرقت أكثر من عقد من الزمن حتى تحدث بصورتها هذه.
في تلك الأثناء، بينما كانت مؤسسة «راند» تجري الأبحاث وتصدر التقارير في تؤدة، كان ثمة عدد كبير من العلماء المدنيين يعدون العدة لإطلاق قمر صناعي بجهودهم الخاصة. وفي إحدى الأمسيات في أبريل 1950، استضاف جيمس فان ألين - وهو العقل المدبر للصاروخ «إيروبي» التجريبي - مجموعة من الأصدقاء في منزله في سيلفر سبرينج، ميريلاند. وكان الضيف الرئيسي في اللقاء هو سيدني تشابمان من جامعة أكسفورد، الذي كان خبيرا رائدا في سلوك الغلاف الجوي. وكان من بين الضيوف الآخرين لويد بركنر، مدير مختبر بروكهيفن الوطني، وفريد سينجر، عالم فيزيائي شاب من جامعة ميريلاند.
دار الحديث خلال هذا الاجتماع حول إمكانية تنسيق جهود العلماء في عدد من الدول للمضي قدما في أبحاثهم حول طبقات الجو العليا. وكان الجميع يعرف أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية كانت قد وضعت برنامجين متناسقين باسم السنوات القطبية الدولية؛ كان ذلك في عامي 1882 و1932، وهو ما دعم بصورة هائلة الفهم العلمي لمنطقة القطب الشمالي. كان بركنر صاحب تاريخ طويل في استكشاف المناطق القطبية؛ حيث شارك في أنشطة عام 1932، وكان يرى أن الوقت قد حان لعقد لقاء سنة قطبية ثالثة في عام 1957 أو 1958، بعد مرور ربع قرن على اللقاء الأخير. وأبدى العلماء الآخرون حماسهم للأمر.
عقدت منظمة متعددة الجنسيات، هي المجلس الدولي للاتحادات العلمية، منتدى ليتولى إجراء الترتيبات الضرورية، وظل بركنر يترقى بسرعة داخل المنظمة، ثم سرعان ما صار رئيسا لها. قدم بركنر وتشابمان مقترحا إلى إحدى اللجان الفرعية المنبثقة عن المنظمة، واستطاعوا تحويل تأييد أعضاء اللجنة إلى موافقة كامل أعضاء المجلس الدولي للاتحادات العلمية. وفي حقيقة الأمر، مع التوسع في مناقشة الموضوعات ذات الاهتمام، رأى تشابمان أن اسم العام القطبي لم يعد مناسبا، واقترح اسم العام الجيوفيزيائي الدولي. وكان مقررا أن تستمر أنشطة اللقاء ثمانية عشر شهرا، من منتصف عام 1957 وحتى عام 1958 بالكامل، وهي فترة تتزامن مع ذروة النشاط الشمسي والعديد من عمليات الخسوف. ومع مرور الوقت، ضم اللقاء ما يقرب من ستة آلاف مشارك من ست وستين دولة.
شكل المجلس الدولي للاتحادات العلمية لجنة خاصة تحمل اسم «آي جي واي»، كان تشابمان رئيسها وبركنر نائب الرئيس. وفي واشنطن، سرعان ما علمت الأكاديمية الوطنية للعلوم بالأمر. وكانت الأكاديمية الوطنية للعلوم هي المنظمة العضو الممثلة لأمريكا في المجلس الدولي للاتحادات العلمية ، وشكلت لجنة فرعية خاصة بها؛ وكان رئيس اللجنة، جوزيف كابلان، قد نظم في عام 1951 مؤتمرا في سان أنطونيو حول طب الفضاء، وأسهم بكتابات في سلسة مقالات مجلة «كوليرز».
في عام 1951، اجتمع عدد من جمعيات الصواريخ على المستوى القومي وشكل الاتحاد الدولي للملاحة الفلكية. وفي مؤتمره الذي عقد عام 1953 في زيورخ، قدم فريد سينجر المقترح غير السري الأول لنموذج مبدئي لمركبة فضائية علمية، وأثناء حديثه مع اثنين من الاختصاصيين البريطانيين، هما فال كليفر وآرثر سي كلارك، أطلق سينجر على المركبة اسم «ماوس» (وهو الأحرف الأولى لمصطلح إنجليزي يعني «قمر صناعي غير مأهول محدود الدوران حول الأرض»). ولم يكن مفترضا أن يستقل جرذ هذا القمر الصناعي، فضلا أيضا عن قرد من شمال الهند، لكن كان من المتوقع أن يبلغ وزن القمر مائة رطل، وأن يحمل مجموعة قيمة من المعدات. وأثناء حديثه في ندوة لاحقة في مرصد هايدن في مايو 1954، شدد سينجر على أن ماوس أصبح «قريب المنال الآن، ويجب بناؤه؛ بل يمكن بناؤه - أو على الأقل الشروع في بنائه - بفضل المرافق الفنية المتوافرة الآن».
كان رئيس الاتحاد الدولي للملاحة الفلكية، فريدريك ديورانت، طيارا بحريا سابقا وخبيرا في الصواريخ، وعلم أن طيارا زميلا، وهو القائد جورج هوفر، كان يعمل في ذلك الوقت في مكتب الأبحاث البحرية، ويرغب في إطلاق قمر صناعي على غرار «ماوس». وفي أواخر شهر يونيو، هاتف ديورانت فون براون قائلا: «دار حديث مشوق للغاية بيني وبين رجل في مكتب الأبحاث البحرية، يريد إطلاق مركبة فضائية. هل ترغب في لقائه؟» جاء فون براون مهرولا، وبعدها بيومين التقى هوفر وديورانت، وحضر سينجر وويبل هذا اللقاء أيضا.
قال هوفر: «يتحدث الجميع عن قمر صناعي فضائي، لكن لا أحد يفعل شيئا حيال ذلك، وأود أن أدفع عجلة الأمور إلى الأمام من خلال إطلاق قمر صناعي إلى مدار فضائي يحمل عن طريق مجموعة من الصواريخ المتوافرة.» وكانت لدى فون براون، الذي كان دوما يمد يده بالعون، خطة لتنفيذ ذلك؛ فقد ظل يفكر لبعض الوقت كيف أن وضع مجموعة من صواريخ الوقود الصلب الصغيرة المضادة للطائرات أعلى الصاروخ «ردستون» يمكن أن يوفر الدفع اللازم لإطلاق قمر صناعي في مدار فضائي. وشدد هوفر على إمكانية تركيب منطاد قابل للنفخ يتراوح وزنه ما بين خمسة وسبعة أرطال. لم يحمل القمر الصناعي أي معدات، ولا حتى جهاز إرسال لاسلكي، لكنه كان سيظهر في السماء مثل نجم جديد، منطلقا ناحية الغرب أثناء تحليقه في مداره. وأكد ويبل، عالم الفلك، للمجموعة أن هذا النجم سيكون ساطعا حقا، ويمكنه التحليق لأعلى عن طريق تركيب الصواريخ الموجودة أعلى أحد الصواريخ المعززة الموجودة.
Bilinmeyen sayfa