Sayım Tersine
عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء
Türler
كان ستالين في حاجة أيضا إلى قاذفات بعيدة المدى، وكان مصمم الطائرات أندريه تبوليف يجري أبحاثا حول هذا الموضوع. وكما فعل كرتشاتوف، كان تبوليف يتابع أعماله من خلال نسخ التصميمات الأمريكية، لكنه كان يتفوق على كرتشاتوف بميزة أخرى؛ حيث كان يمتلك تحت يديه نماذج عديدة من قاذفات «بي-29»، وهي أفضل قاذفات في العالم؛ فقد أجبرت إحدى قاذفات «بي-29» على الهبوط قرب فلاديفوستوك في يوليو 1944، وفي وقت لاحق من ذلك العام، سقطت قاذفتان أخريان في أيدي السوفييت بالطريقة نفسها. وكانت طائرة مشابهة قد حملت القنبلتين الذريتين الأوليين، وكان نموذج تبوليف، «تي يو-4»، يحمل أسلحة مشابهة أيضا.
يشير المؤرخ ستيفن زالوجا قائلا: «بدت قاذفة «بي-29» كما لو كانت جسما قادما من المستقبل. كانت أبراج القذف آلية ولم تكن مزودة بالقبة الزجاجية الواقية المعتادة، وكان يجري التحكم فيها عن بعد من محطات قذف مركزية، وكانت الطائرة تحتوي على نظم إلكترونية عديدة لا نظير لها في الطائرات السوفييتية، بما في ذلك رادارات الملاحة. وعلى الرغم من أن مصممي المحركات السوفييتية كانوا قد حاولوا تصميم شواحن توربينية لمحركات الطائرات، لم تبلغ أي منها في تعقيدها أو أدائها نظم جنرال إلكتريك في محركات «بي-29».»
2
وللتغلب على تلك الصعوبات، منح ستالين جهود تطوير «تي يو-4» أعلى سلطة حكومية.
كان أول مفاعل يشيده كرتشاتوف، في رحلة سعيه لبناء قنبلة ذرية، نموذجا مكررا من تصميم أمريكي يرجع تاريخه إلى عام 1944، باستثناء أن المفاعل الروسي كان يتطلب كمية أكبر من اليورانيوم لتعويض حجم شوائب مفاعل كرتشاتوف. وكانت قنبلة البلاتينيوم التي صممها تنطوي على مشكلة الانفجار الداخلي العويصة، وهي أن قلب القنبلة القابل للانشطار محاط بمواد شديدة الانفجار تنفجر على نحو دقيق؛ مما يسفر عن موجة كروية مفاجئة تضغط على قلب القنبلة وتؤدي إلى انفجارها في الداخل بدلا من تفجيرها إلى الخارج. اعتمد كرتشاتوف هنا أيضا على تجربة لوس ألاموس، وكرر تصميمه النهائي من السلاح «فات مان» الذي استخدم في ناجازاكي.
اعتمد السوفييت غالبا، في دخولهم مجال الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، على نموذج «في-2» كنقطة بداية. ولكن السوفييت هنا، فعلوا ما هو أكثر من مجرد استنساخ نماذج؛ ففي البداية، كانوا يبنون على جهود الألمان في إنتاج «في-2» مرة أخرى في نطاق المنطقة التي يحتلونها في ألمانيا. وبينما كانوا يفعلون ذلك، أقامت وزارة التسليح عددا من مراكز الهندسة والتطوير بما يتيح لهم بناء صواريخ «في-2» وإطلاقها على الأراضي السوفييتية أيضا.
لم تستمر الجهود الألمانية عند نهاية الحرب. صارت بينامونده مهجورة، بعد الاستيلاء على الوثائق والمعدات الموجودة فيها؛ حيث كانت القوات الألمانية تدمر مرافقها الأساسية عمدا أثناء تقهقرها. وكان نوردهاوزن - وهو موقع مركز إنتاج هانز كاملر، في وسط ألمانيا - يقع داخل المنطقة التي يسيطر عليها السوفييت. وبالإضافة إلى ذلك، واصل المركز إنتاج صواريخ «في-2» حتى وصلت القوات الأجنبية؛ ولكن هذه القوات كانت أمريكية، فاستولى الأمريكيون على كل ما في هذا المركز أيضا. وظلت بعض المنشآت القليلة جاهزة لاستخدام السوفييت، ونخص بالذكر هنا مركزا لاختبار المحركات في ليستن كان يقع في وسط ألمانيا أيضا؛ لكن الجيش الأمريكي تحفظ على أهم العاملين في المركز، فضلا عن معظم الوثائق ومكونات الصاروخ «في-2» المتوافرة.
مع ذلك، لم تستول الولايات المتحدة على كل شيء، وكانت المستندات والمعدات القليلة المتبقية كافية لتلبية حاجات السوفييت. وفي حين كان أهم الأفراد في طريقهم إلى الولايات المتحدة، ظل عدد كبير من الموظفين الأدنى مستوى، يملكون معلومات قيمة، وإن كانت معلومات متناثرة هنا وهناك. وكانت لا تزال بعض الشركات تمارس نشاطها، بما في ذلك مصنع في برلين بنى نظم تحكم صاروخية.
بالإضافة إلى ذلك، اختار واحد من كبار المديرين - يدعى هيلموت جروتروب - التعاون مع الروس، وكان يعمل نائبا لإرنست شتاينهوف، الذي كان مسئولا عن التوجيه والتحكم ونظم القياس عن بعد، وكان يستطيع بسهولة مصاحبة شتاينهوف بوصفه عضوا في المجموعة التي شكلها الكولونيل هولجر توفتوي. لكن أراد جروتروب أن يبقى في ألمانيا، ولم يحب كثيرا شروط الانضمام إلى مجموعة توفتوي، وهو ما جعله يقبل عرضا من بوريس تشرتوك، أحد أعضاء اللجنة الفنية المشتركة في موسكو، الذي كان يحاول إعادة البدء في إنتاج الصاروخ «في-2» في مركز نوردهاوزن. ولم يكن جروتروب شيوعيا بالتأكيد - ليس في ألمانيا النازية - لكنه بدا متقبلا للأمر عندما عرض عليه السوفييت فرصة ليس فقط للبقاء في بلاده، بل أيضا لتولي دور قيادي في تطوير الصواريخ.
وضعت اللجنة هدفين مباشرين، هما إعادة بناء مجموعة كاملة من تصميمات إنتاج صواريخ «في-2»، وإنتاج هذه الصواريخ من خلال خط إنتاج تجريبي؛ وسرعان ما كلف جروتروب من جانب الألمان بمسئولية إدارة جميع برامج تطوير الصواريخ في منطقة النفوذ السوفييتي. بالإضافة إلى ذلك، في وقت مبكر يعود إلى سبتمبر 1945، أعيدت منصة اختبارات في ليستن إلى العمل، في الوقت الذي بدأ فيه متخصص ألماني آخر - يدعى يواخم آمفنباخ - في تدريب طواقم فالنتين جلشكو لاختبارات الصواريخ على إجراءات تشغيل محرك «في-2». وبعد عام على ذلك، صارت التصميمات الهندسية اللازمة متوافرة، بينما بنى المصنع التجريبي خمسة عشر نموذجا كاملا من الصاروخ «في-2»، فضلا عن مكونات خمسة عشر صاروخا آخر.
Bilinmeyen sayfa