Sayım Tersine
عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء
Türler
على الرغم من هذه الصعوبات، اعتمدت الأنشطة التجريبية لنادي الصواريخ الأمريكي على جهود طالب لامع في جامعة برنستون يدعى جيمس وايلد. في عام 1935، خلال السنة النهائية له بالجامعة، عرف وايلد بأمر الجمعية، وبحث عن رقم هاتفها في دليل هاتف مانهاتن، وسرعان ما صار منغمسا للغاية في أنشطتها المختصة بمجال الصواريخ. ثم تخرج وحصل على وظيفة، لكنه كان يمارس عمله في أبحاث الصواريخ في وقت فراغه؛ حيث كان هدفه يتمثل على وجه التحديد في العثور على أفضل طريقة لتبريد المحركات. ورأى وايلد أن نظام التبريد الاسترجاعي نظام مبشر، وانتقل إلى جرينتش فيلدج وأقام ورشة في مخزن للمؤن ملاصق لحجرته المستأجرة. وفي عام 1938، فقد وظيفته ووجد لديه فجأة مزيدا من الوقت لتنفيذ هذا المشروع.
أنهى وايلد العمل على محرك بلغت قوة دفعه أكثر من تسعين رطلا، ولم يكن يزن أكثر من رطلين، وعند اختباره في ديسمبر 1938، كانت الأضرار التي وقعت من جراء حرارة الاحتراق أقل بكثير مما حدث في أي محرك صممه زملاؤه . وحصل وايلد بعد ذلك على وظيفة جديدة ونحى صاروخه جانبا، إلا أنه عاد إلى العمل فيه في عام 1941، وأدخل تعديلات عليه، وأكدت الاختبارات الإضافية، التي أجريت في صيف ذلك العام، موثوقية هذا الصاروخ وأداءه المرضي تماما.
في تلك الأثناء، كان ثمة عضو آخر في الجمعية، يدعى لوفيل لورانس، يعمل في واشنطن واعتقد أنه ربما يتمكن من إبرام عقد مع إحدى الهيئات الحكومية؛ فوضع محرك وايلد في حقيبته؛ إذ كان صغيرا بما يكفي لأن يحمله في يده، وبدأ جولاته لدى الهيئات الفيدرالية. أثار لورانس حماس المسئولين في مكتب الملاحة الجوية التابع للبحرية، لكنه اكتشف أن المكتب لا يبرم عقودا مع أفراد عاديين. لكن الوضع كان سيختلف تماما إذا كان لورانس يمتلك شركة؛ لذا أقام لورانس شركة على الفور، وتولى هو رئاستها وعين فيها بيرس ووايلد وشستا كمسئولين ومديرين وموظفين وحاملي أسهم. وفي أوائل عام 1942، حصل لورانس على العقد.
أطلق وايلد على الشركة اسم «ريأكشن موتورز»، مستفيدا من اسم «جنرال موتورز»، وكان رأس المال المبدئي 5000 دولار أمريكي. كان مقر الشركة في البداية في مرأب مملوك لصهر شستا، لكن سرعان ما انتقلوا إلى ناد ليلي سابق في منطقة بومبتون بلينز بولاية نيو جيرسي، وكانت مقاعد البار لا تزال في موضعها عندما انتقلوا إلى النادي الليلي. ولاختبار محركاتهم، بحثوا عن منطقة معزولة قرب فرانكلين ليكس، وشيدوا مبنى خرسانيا مجهزا بأكمله بزجاج مقاوم للكسر.
كانت البحرية الأمريكية مهتمة بالصواريخ التي يمكن أن تساعد في إقلاع الطائرات ذات الحمولات الثقيلة، وساهمت الأبحاث التي أجراها روبرت جودارد أثناء الحرب في أنابوليس في هذا الموضوع، كما لعبت شركة «ريأكشن موتورز» دورا في ذلك. وكانت المهمة العاجلة في البحرية تتمثل في تطوير نماذج أكبر حجما من محرك وايلد، تعمل بقوة دفع 1000 رطل، ثم لاحقا 3000 رطل، وهو ما نفذته الشركة بنجاح. وفي عام 1945، بالاستعانة بجميع العاملين في الشركة - وعددهم خمسة وثلاثون شخصا - حصلت الشركة على تكليف جديد من البحرية، وهو تصميم محرك طائرة صاروخية تستطيع كسر حاجز الصوت.
كانت هذه الطائرة طراز «إكس-1» مشروعا مشتركا بين سلاح القوات الجوية بالجيش وشركة «بيل إيركرافت» في بافلو بولاية نيويورك. علم أحد مهندسي شركة «بيل»، وهو بنسون هاملين، بالمهمات التي كانت شركة «ريأكشن موتورز» تؤديها لصالح سلاح البحرية، وأدرك أن هذه الشركة تستطيع بناء ما يحتاجه بسرعة. كان المحرك الذي صممته الشركة، وهو محرك «إكس إل آر-2»، نتاج نقاشات دارت على الغداء والعشاء في مطعم تراينجل جريل، وهو المطعم المفضل لدى موظفي شركة «ريأكشن موتورز». وذكر أحد المشرفين لاحقا أنه في أعقاب وجبات الغداء تلك، كانوا جميعا يعودون إلى المكتب «ويعملون بجد بالغ، يستمر في بعض الأحيان حتى الساعة العاشرة أو الحادية عشرة مساء. وفي بعض الأحيان، كان جون شستا يحضر معه لوحة تصميمات ويدخل تعديلات في الحال».
ظهر المحرك في نموذج بسيط؛ حيث كان يحتوي على أربع وحدات طراز وايلد، كل منها تبلغ قوة دفعها 1500 رطل. ولم يكن المحرك يتضمن صمام اختناق، لكن كان بإمكان قائد الطائرة «إكس-1» إشعال غرف الاحتراق واحدة تلو الأخرى، بنسبة 25 أو50 أو 75 أو 100 في المائة من كامل قوة الدفع البالغة 6000 رطل. وكان من المفترض أن يتضمن الصاروخ مضخة توربينية، إلا أنها استغرقت وقتا في تطويرها. وكبديل مؤقت، اعتمدت الطائرة «إكس-1» على خزانات وقود دفعي مضغوط سميكة الجدران؛ مما زاد من الوزن عند الهبوط بمقدار طن. وعلى الرغم من ذلك، كانت لدى المحرك طاقة احتياطية يدخرها؛ واستخدم تشاك ييجر - أحد طياري القوات الجوية - هذا المحرك للتحليق بطائرته التي اخترقت حاجز الصوت في أكتوبر 1947، ليكون بذلك أول طيار يحلق بسرعة تتجاوز سرعة الصوت.
طور نادي الصواريخ الأمريكي وشركة «ريأكشن موتورز» والمحرك «إكس إل آر-2» التجارب التي أجروها لإعطاء نتائج أفضل. ومع اندلاع الحرب، تخلى نادي الصواريخ الأمريكي عن تجاربه وصار جمعية تضم المهندسين المحترفين، وازدهرت أنشطته وسط برامج الصواريخ والرحلات الفضائية الممتدة في سنوات ما بعد الحرب؛ وفي عام 1963 أدمج مع معهد علوم الطيران، وصارت الجمعية الهندسية التي تمخضت عن عملية الدمج هذه - التي سميت بالمعهد الأمريكي لعلوم الفضاء والطيران - الجمعية الرائدة في مجال الفضاء على مستوى البلاد.
ازدهرت أنشطة شركة «ريأكشن موتورز» أيضا بعد الحرب، واشترى الممول لورانس روكفلر حصة حاكمة عام 1947، موفرا بذلك الكثير من رأس المال العامل. ووفرت البحرية أيضا منطقة اختبارات دائمة، في مستودع ذخيرة في ليك دنمارك بولاية نيو جيرسي، وصارت الشركة تصنع محركات معظم الطائرات الصاروخية في البلاد في عقود ما بعد الحرب، وصار المحرك «إكس إل آر-2» هو المحرك المستخدم لأي شخص يرغب في محرك بحجمه، بسيط وموثوق فيه.
نفذت شركة «ريأكشن موتورز» مشروعين كبيرين وجديدين ميزا أنشطتها في سنوات ما بعد الحرب، وهما محرك بقوة دفع 20 ألف رطل لاستخدامه في صاروخ الأبحاث «فايكنج» في البحرية الأمريكية، ومحرك بقوة دفع 57 ألف رطل لاستخدامه في أكثر الطائرات الصاروخية تطورا في القوات الجوية، وهي الطائرة «إكس-15». وفي عام 1958، دمجت الشركة مع شركة «ثيوكول كيميكال» الأكبر حجما بكثير. وعلى الرغم من ذلك، فشلت الشركة في إبرام أي عقود كبرى وأوقفت نشاطها نهائيا عام 1972، ولكن بفضل النجاح الذي حققه الصاروخ «إكس-1» بعد الحرب مباشرة، صنعت شركة «ريأكشن موتورز» اسما لها بوصفها مقوما أساسيا في صناعة الصواريخ الناشئة.
Bilinmeyen sayfa