Sayım Tersine
عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء
Türler
كان جهد كوروليف المباشر يتمحور حول الصاروخ «في-2» السوفييتي الصنع، وشكل هذا الصاروخ نقطة ارتكاز في إنتاج الصواريخ وتدريب قوات الصواريخ الميدانية، لكنه لم يكن سلاحا واعدا. وفي أحد الاجتماعات في الكرملين في أبريل 1947، ذكر جورجي مالينكوف، أحد معاوني ستالين، وزير الطيران قائلا: «لن نخوض حربا مع بولندا. يجب ألا نغفل أن ثمة محيطات شاسعة تفصل بيننا وبين عدونا المحتمل.»
في اليوم التالي، مع استئناف الاجتماع، تلقى ستالين تقريرا موجزا حول احتمالات إطلاق صواريخ عابرة للقارات، وأجاب قائلا: «هل تدركون الأهمية الاستراتيجية الهائلة لآلات من هذا النوع؟ ربما تمثل تلك الآلات أداة فعالة لتقييد قدرات ذلك التاجر المثير للصخب هاري ترومان. أيها الرفاق، يجب أن نسبق الآخرين إلى ذلك؛ فصنع صواريخ عابرة للأطلنطي مسألة شديدة الأهمية بالنسبة إلينا».
7
وسيكون لكوروليف دور رائد في صنع تلك الصواريخ.
الفصل الثاني
المبتكرون الأمريكان
ازدهار صناعة الصواريخ في أمريكا
بالإضافة إلى هيرمان أوبيرت وقسطنطين تسيولكوفسكي، كان ثمة رائد ثالث من رواد رحلات الفضاء، وهو روبرت جودارد، من مدينة وورسستر في ولاية ماساتشوستس الأمريكية. ظهر جودارد بوصفه أكاديميا حاصلا على درجة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة كلارك في مدينته الأم، وكان قسم الفيزياء في جامعة كلارك صغيرا لكنه متميز. في عام 1907، بينما كان لا يزال جودارد في الجامعة، حصل رئيس القسم وقتها - وهو ألبرت ميكلسون - على جائزة نوبل في الفيزياء ليكون أول أمريكي يفوز بها. ومكث جودارد في كلارك حتى صار أستاذا، وبينما اكتفى أوبيرت وتسيولكوفسكي في معظم الوقت بالكتابة عن الصواريخ الفائقة الأداء، أخذ جودارد خطوات واسعة في سبيل جعلها حقيقة.
بدأ أولا بحلم الطيران إلى المريخ في عام 1899 بينما كان عمره سبعة عشر عاما، بعد قراءة رواية إتش جي ويلز «حرب العوالم». وقادته دراساته في الفيزياء إلى دراسة علم الصواريخ، ووضع برنامج من التجارب، سرعان ما صار مكلفا على نحو فاق راتبه الذي كان يبلغ وقتها 1000 دولار أمريكي سنويا. لكنه كان يعرف أن معهد سيمثونيان له سجل حافل في دعم أبحاث الطيران؛ فتقدم بطلب وفاز بمنحة قدرها 5000 دولار أمريكي، وعندما وصله شيك بمبلغ الألف دولار الأولى عبر البريد، صاحت أمه في انفعال: «فكر في الأمر! ترسل إلى الحكومة بضع أوراق مكتوبة على الآلة الكاتبة وبعض الصور، ثم يرسلون إليك 1000 دولار أمريكي ويخبرونك أنهم سيرسلون إليك أربعة آلاف أخرى.» استمرت علاقة جودارد بمعهد سيمثونيان بقية حياته.
ظهرت نتيجة مبكرة لتلك العلاقة في عام 1920، حيث نشر المعهد أفكار جودارد المبكرة حول الصواريخ في كتيب من تسع وستين صفحة بعنوان «أسلوب بلوغ الارتفاعات الشاهقة». وفي ملاحظة هامشية نوعا ما، ضمن جودارد في الكتيب مناقشة موجزة حول صاروخ ينطلق إلى القمر، ويعلن عن وصوله من خلال تفجير شحنة متفجرة من البارود اللامع. نشر معهد سيمثونيان هذه الرحلة الفضائية في بيان صحفي، بل ألقي أيضا مزيد من الضوء عليها في صحف كبرى، من بينها صحيفة «نيويورك تايمز»، التي نشرت الخبر تحت عنوان: «الهدف العاشر للصعود إلى القمر على متن صاروخ جديد». صدم جودارد الذي كان يكره المبالغات الدعائية؛ فقد كان خجولا بطبيعته، وكتوما ومتحفظا، وازداد الأمر لديه الآن. وخلال العقود التالية لتلك الواقعة، لم يكن ينسحب من الأضواء العامة فحسب، بل من رفقة المهندسين المحترفين الذين ربما كان يعاملهم بوصفهم أندادا له.
Bilinmeyen sayfa