Sayım Tersine
عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء
Türler
تولت هيئة الطيران الفيدرالية عملية تطوير طائرة النقل الفائقة لسرعة الصوت وتحملت ما وصل إلى 90٪ من نفقات التطوير.
عند دراسة الظروف المحيطة بتطوير «أبولو»، يكتسب المرء رؤية عميقة بملاحظة مساري التوسع المتوازيين اللذين سارت فيهما هيئة الطيران الفيدرالية وناسا خلال سنوات إدارة آيزنهاور وكينيدي. انبثقت هيئة الطيران الفيدرالية من إدارة الطيران المدني، وهي إحدى الإدارات التابعة لوزارة التجارة، وعلى غرار اللجنة الاستشارية الوطنية للملاحة الفضائية قبل إطلاق القمر «سبوتنيك»، كانت ميزانية إدارة الطيران المدني منخفضة وكانت عباءة نفوذها محدودة، على الرغم من أنها كانت تتولى المسئولية المهمة المتمثلة في ضمان سلامة الطيران المدني.
في عام 1956، واجهت إدارة الملاحة الفضائية الوطنية حدثا مساويا في أبعاده المأساوية لحدث إطلاق القمر «سبوتنيك»؛ إذ اصطدمت طائرتان أثناء تحليقهما في الجو. حصد هذا الحادث أرواح 128 شخصا ليكون بذلك أسوأ كارثة في تاريخ الطيران، كما أنه أوضح بما لا يدع مجالا للشك أن عدم توفير التمويل الكافي يجعل طرق الطيران غير آمنة. ومثلما أشار القمر «سبوتنيك» إلى تهديد وشيك من قبل الصواريخ السوفييتية، أشار هذا الحادث الذي وقع في عام 1956 إلى خطر وشيك ينذر بأن الطيران سرعان ما سيصبح أقل أمانا. كانت الطائرات النفاثة الجديدة على وشك الدخول في الخدمة في ذلك الحين، وإن لم يتسن التعامل مع الطائرات السريعة التي تعمل بالمكابس وقتها لارتياد الطرق الجوية، فثمة خطر أكبر سيهدد سلامة ارتياد الطرق الجوية في حالة الطائرات النفاثة الجديدة.
تفاعل الكونجرس مع الأزمة بطريقته المعتادة من خلال زيادة مصادر التمويل، بينما قدم السيناتور مايك منوروني، وهو من جهات الدعم القوية لصناعة الطيران، ما هو أكثر من ذلك. قدم منوروني مشروع قانون، جرى التصديق عليه خلال عام 1958، وبموجبه تحولت إدارة الطيران المدني إلى هيئة الطيران الفيدرالية، لتصبح وكالة مستقلة بميزانية أكبر ونفوذ أوسع بكثير. كان مشروع القانون شبيها بمشروع القانون الذي تحولت بموجبه اللجنة الاستشارية الوطنية للملاحة الفضائية إلى وكالة ناسا، ومع ذلك ظلت صلاحيات كلتا الوكالتين الجديدتين محدودة. كانت هيئة الطيران الفيدرالية تركز بصفة أساسية على سلامة الطيران، بينما كانت ناسا تركز على الأنشطة الفضائية في مدار أرضي.
ثم جاء كينيدي، الذي توسع كثيرا في مهام كلتا الوكالتين. تولت ناسا إدارة مشروع «أبولو»، وهو مشروع طموح لإطلاق مركبة فضائية مأهولة إلى القمر كان آيك قد رفضه من قبل. ومن جانبها، وسعت هيئة الطيران الفيدرالية من مجال تركيزها المتعلق في الأساس بنظم الرادار وسلامة الطيران، ليشمل كذلك توجيه الجهود لصناعة طائرة نقل مدنية تفوق سرعتها سرعة الصوت، باعتبار ذلك برنامجا جديدا كبيرا سيفضي إلى بناء الجيل القادم من طائرات النقل. ومثلما حدث في برنامجي الطاقة النووية وإطلاق رحلات مأهولة إلى القمر، كان برنامج طائرات النقل التي تفوق سرعتها سرعة الصوت مبادرة فيدرالية أخرى تبشر بآمال واعدة خلال سنوات كينيدي.
لا بد للمرء أن يأخذ في اعتباره عنصر الأمل هذا في إطار استيعابه لمشروع «أبولو». كان كينيدي شابا وكان على قدر كبير من النشاط والحيوية يفوق أي رئيس أمريكي على الإطلاق، وكان يدرك أنه من خلال انتهاز الظرف التاريخي، من خلال إرسال رواد فضاء إلى القمر، سيؤسس إرثا وطنيا سيظل العالم يتذكره طويلا. كان كينيدي دارسا فطنا للتاريخ؛ إذ كان قد ألف كتاب «صور في الشجاعة» الذي حاز عنه على جائزة بوليتزر. ومثل ونستون تشرشل، الذي كان مؤرخا أيضا، كان كينيدي يعتز أيما اعتزاز باللغة الإنجليزية. كان كينيدي يعرف كيف يستنفر الإخوة المواطنين للقيام بمهام كبرى ومواجهة تحديات هائلة؛ استخدم كينيدي «أبولو» كفكرة عامة رئيسية، مثلما حدث أثناء خطاب له في جامعة رايس في هيوستن، في سبتمبر 1962:
ستمضي رحلة استكشاف الفضاء قدما سواء انضممنا إليها أم لا، وهي واحدة من أعظم المغامرات والتجارب المثيرة في التاريخ كله، ولا يتسنى لأي أمة ترى أنها رائدة الأمم الأخرى أن تتوقع أن تتخلف عن الركب في سباق الفضاء هذا.
تتطلع أعين العالم الآن إلى الفضاء - إلى القمر وإلى ما وراءه من كواكب - ولقد أقسمنا على ألا نرى القمر يغزوه علم أمة معادية استعمارا، بل يرفرف فوقه لواء الحرية والسلام.
شرعنا في الإبحار في هذا البحر الجديد لأن أمامنا معرفة جديدة يجب أن نكتسبها، وحقوقا جديدة يجب أن ننالها، وهي معرفة وحقوق يجب الظفر بها واستخدامها بما يحقق تقدم البشرية.
لكن البعض يتساءل: لماذا القمر؟ لماذا نختاره هدفا لنا؟ وربما يسأل هؤلاء أيضا قائلين: لماذا نتسلق أعلى المرتفعات؟ مثلما طرح السؤال قبل ثلاثين عاما، لماذا نحلق عبر المحيط الأطلنطي؟ لماذا يلعب فريق جامعة رايس ضد فريق جامعة تكساس؟
Bilinmeyen sayfa