بل هذا شيء أكثر من جائز، لأنه واقع لا محيد عنه ولا حيلة فيه، وغير ملوم من يواجهه بحل أكرم من حلول شتى، بل اللوم عليه أن ينظر في شئون العالم ثم يغمض عينيه عن حقائقه التي تصدم كل عين.
ومن السهل - على من أراد - أن يسوس العالم في خياله بالفضائل التي تروقه وترضيه ... وليس من السهل عليه أن يخلق العالم الذي يساس له ويرضى بما ارتضاه وقد علم هذا كل رجل واجهته مشكلة واحدة من المشكلات التي واجهت محمدا بادئ الرأي على غير مثال سابق يحتذيه، إلا ما ألهمه الله.
رأي نابليون
ماذا صنع نابليون في عصرنا الحديث؟ ...
وإنما نضرب المثل بنابليون لأنه حضر انقلابا في الأطوار والعادات يشبه نشأة الدين في أيام الدعوة المحمدية ونعني به الثورة الفرنسية، وحضر انحدارا في الأخلاق والآداب يشبه الانحدار الذي أصيب به العرب في أواخر عهد الجاهلية، وأسس دولة، ونظر في سن قانون، وحاول ضروبا من الإصلاح.
نابليون قد طلق امرأته وأكره أحبار المسيحية على قبول هذا الطلاق، وقد اشتهرت له علاقات بخليلات متعددات، غير الخليلات المجهولات ...
ونابليون يقول عن المرأة: «لقد صنعت كل ما وسعني أن أصنع لتحسين حال أولئك المساكين الأبرياء أبناء الزنى. إلا أنك لا تستطيع أن تصنع لهم الشيء الكثير دون مساس بقواعد الزواج. وإلا أحجم الناس عن الزواج إلا القليل.
ولقد كان للرجل في العهد القديم سريات إلى جانب الزوجات، ولم يكن أبناء الزنى محتقرين بين الناس احتقارهم اليوم. إنه لمن المضحك أن يحظر على الرجل الزواج بأكثر من واحدة فتحمل هذه الزوجة الواحدة، وكأن الرجل في أثناء حملها أعزب أو عقيم.
واليوم لا سريات للرجال ولكنهم يعاشرون الخليلات وهن أقدر على التبديد والإفساد.
إنهم في فرنسا يخولون النساء فوق حقهن من التعظيم وإنما الواجب ألا ينظر إليهن كأنهن مساويات للرجال، فما هن في الحقيقة إلا آلات لتخريج الأطفال.
Bilinmeyen sayfa