قال الفقيه: «لم يخطر لك ولا لمولاي ولكنه خطر لي، وقلته ولم تصدقوني.»
قال سعيد: «لم يخطر لي أن أمير المؤمنين يمالئ ولي العهد على طلبه.»
فقال الفقيه: «أستغرب كيف لم يخطر لك ذلك وأنت الحكيم العاقل الذي لا يفوته شيء! ألا تعلم أن الرجل إذا انغمس في الترف والقصف طلب الزيادة منهما؟ وإذا تعود الاستبداد هان عليه الظلم؟»
وكان عبد الله مطرقا يفكر فرفع رأسه وقال: «يهون عليه أن يظلم ابنه أيضا؟!»
فقال الفقيه: «هو لم يظلم ابنه، ولكنه ظلم الأمير عبد الله التقي الزاهد انتصارا لابنه العامل على رأيه في كل شيء. انتصر لولي عهده.»
فقطع سعيد كلامه قائلا: «إنه لم ينصر ولي العهد، وإنما يطلب عابدة إلى قصره.»
قال عبد الله: «يطلبها إليه ليعطيها لولي عهده.» قال ذلك وصر على أسنانه واستلقى على الفراش وتنهد.
فقال سعيد: «لا تغضب يا سيدي. كن على يقين أن ولي العهد لن ينالها، وقد سمعت من عابدة نفسها في الأمس أنها لن تذهب إليه ولو قطعوها إربا.»
قال عبد الله: «ولكن هل نعصي أمر والدي في إرسالها؟ ألا ترى أنه يطلب إنفاذها إليه في هودج القصر؟ ألم تر الهودج في الحديقة؟»
قال سعيد: «نعم رأيته، وإذا ذهبت إلى القصر فهو قصر الزهراء، لا يقيم فيه ولي العهد كما تعلم.»
Bilinmeyen sayfa