قال الفقيه: «اكتب ما شئت. اعتذر له بأنك لا تستطيع أن تجيبه على طلبه لأسباب عندك لا تستطيع بيانها.»
فنادى الأمير عبد الله الحاجب، فدخل فقال له: «أحضر لي دواة وقرطاسا!» فجاءه الحاجب بهما، فتناول القلم وكتب:
من عبد الله إلى أخيه الحكم ولي العهد
أما بعد، فقد جاءني كتابك فتأملته وعلمت ما به، ولكني لا أستطيع إجابة طلبك. فأرجو قبول عذري، والسلام.
وختم الأمير عبد الله الكتاب ودفعه إلى ساهر الحاجب وقال له: «سلم هذا الكتاب إلى الرسول.» فخرج وسلمه إليه.
وعاد الأمير عبد الله إلى ما كان فيه، وأشار إلى عابدة أن تغني، وكانت قد لاحظت شيئا يهمها عندما سمعت ذكر اسم سعيد في أثناء الحديث، فراحت تغني:
ستعلم في الحساب إذا التقينا
غدا يوم القيام من الظلوم
وينقطع التلذذ عن أناس
من الدنيا وتنقطع الهموم
Bilinmeyen sayfa