من الحكم ولي العهد إلى أخيه الأمير عبد الله
أما بعد، فقد بلغنا أن جارية أديبة تحفظ الشعر وتحسن الغناء جاءتك، فأحببنا أن نراها، فإذا جاءك كتابي فأرسلها إلي مع رسولي، ودمت يا أخي بخير وعافية.
ثم رفع الفقيه بصره إلى الأمير عبد الله، فرآه ينظر إليه ويتوقع رأيه فقال: «قد قرأت الرسالة يا سيدي، فماذا ترى؟»
قال الأمير عبد الله: «قد علمت رأيي، وهل ترى أن أجيبه إلى طلبه؟!»
فرأى الفقيه أن يغتنم تلك الفرصة لإثارة نقمة الأمير عبد الله على أخيه الحكم، فقال: «قد رأيت الصواب، ولا أظن الحكم يعني بطلبه هذا إلا الاستئثار لنفسه بكل شيء، كأنه يرى ذلك من حقوق ولاية العهد.»
فاغتصب الأمير عبد الله ضحكة وقال: «نعم من حقوق ولاية العهد. ألم يكفه سكوتي عن تلك الولاية حتى يعتدي إلى هذا الحد؟!»
فقال الفقيه: «ومع ذلك فإن هذا الأمر يتعلق بسعيد، وله فيه الرأي الأول بعد أمر مولاي الأمير.»
قال الأمير عبد الله: «مهما يكن من ذلك فليس لرسالة أخي جواب.»
قال الفقيه: «لا أرى بأسا من الإجابة على رسالته بما تراه.»
قال الأمير عبد الله: «وماذا أكتب إليه؟»
Bilinmeyen sayfa