فقال الفقيه: «رأيت رسول ولي العهد الحكم بالباب. هل بلغك خبر مجيئه؟»
قال الأمير عبد الله: «نعم، وقد أخليت سبيله. ألم ينصرف؟»
قال الفقيه: «رأيته لا يزال واقفا.»
فصفق الأمير عبد الله فدخل ساهر الحاجب، فابتدره قائلا: «ألم تصرف الرسول؟»
قال ساهر: «بلغته أمر مولاي، فقال إنه يريد الجواب الآن.»
فلم يتمالك الأمير عبد الله عن التحفز للوثوب، ثم تراجع وقال: «أخبره بأن ليس عندي جواب. ولينصرف.»
قال ساهر: «قلت له يا مولاي، ولكنه لم ينصرف.»
فأظهر الفقيه مشاركته للأمير في غضبه، فقال: «عجبا من هؤلاء! أيأمره الأمير بالانصراف ولا ينصرف؟! وهل هو إلا رسول مكلف؟!» والتفت إلى الأمير عبد الله وقال: «هل يأذن مولاي أن أعرف رسالة هذا الرسول وأنا أصرفه حالا.»
فمد الأمير عبد الله يده إلى الكتاب وأخرجه من تحت الوسادة ودفع به إلى الفقيه وقال: «هذا هو الكتاب. اطلع عليه.»
فتناوله الفقيه وقرأه، وهذا ما جاء فيه:
Bilinmeyen sayfa