قالت وقد ذهبت دهشة اللقاء وعادت إليها مخاوفها، وأسرعت الدموع إلى مآقيها: «نعم. فينبغي أن نموت أو نعيش؛ إذ لا طاقة لي بما نقاسيه من الخوف.»
فأجفل وقال: «ما الذي حدث مما نخافه إلى هذا الحد؟ أما الموت فإني أرحب به في سبيل راحتك.»
قالت وصوتها يرتجف: «لقد انكشف أمرنا، ولا يلبث أن يطلع أخي على سرنا.» واختنق صوتها.
قال وقد بغت: «وأي سر؟ ومن اطلع عليه؟ وكيف؟ ومتى؟»
قالت: «قد انكشف سرنا بالأمس وأنا في دار فنحاس مع ولدينا أقبلهما وأشبع شوقي لرؤيتهما.»
قال: «ومن اطلع عليه؟ من تجرأ على ذلك؟»
قالت: «أبو العتاهية اللعين.»
فأجفل وصاح: «أبو العتاهية؟ يجب أن يقتل حالا.»
قالت: «وقد أردت قتله، فبعثت شرذمة من الجند للقبض عليه في صباح هذا اليوم، وهو لا يزال في تلك الدار، فتمكن من الفرار.»
قال: «وكيف يفر من أيدي الجند؟ تبا لهم.»
Bilinmeyen sayfa