الجدال
فاستغرب الرشيد مفاجأتها إياه بهذه الجرأة، على حين أنه لم يكن يتوقع منها غير التذلل والتضرع، فحمي غضبه، ولكنه صبر نفسه ريثما يوجه إليها بعض الأسئلة ويسمع إجابتها عنها، قال: «أتعلمين لماذا جئتك في هذا الليل والناس نيام؟ إلا أنا وأنت؟»
فقالت العباسة: «كلا.»
قال الرشيد: «فلماذا بادرتني بهذه الوقاحة؟»
فقالت العباسة: «سألتني سؤالا، فصدقتك في الإجابة عنه.»
قال الرشيد: «لقد جاء الصدق متأخرا بعد الخيانة التي ارتكبتها.»
فقالت العباسة: «لا أعتقد أني ارتكبت خيانة، ولو سألتني مثل هذا السؤال من قبل ما كذبتك.»
قال الرشيد: «ألم تكوني أخت أمير المؤمنين؟»
فقالت العباسة: «بلى، وأرجو ألا أزال أخته؟»
قال الرشيد: «ومثلك تخون أخاها في رجل من الموالي؟»
Bilinmeyen sayfa