فصاحت العباسة: «دار القرار. ذهب إلى أم جعفر، وأي شغل له هناك؟»
فقالت عتبة: «أخبروني أن شاكريا جاء في طلبه على عجل، ولم يمهله ريثما يستأذنك.»
فعضت العباسة على شفتيها وأطرقت لحظة، ثم استأنفت السؤال قائلة: «شاكري جاء في طلبه؟ وماذا تظنين سبب ذهابه؟»
فقالت عتبة: «أظنه ذهب لأمر مخيف.»
فقالت العباسة: «أمر مخيف؟ ولماذا؟ قد يكون ذهابه لغرض بسيط!»
قالت عتبة: «بل هو ذهب لأمر مخيف؛ لأن أمير المؤمنين هناك الليلة.»
فضربت العباسة يدا بيد وصاحت: «أمير المؤمنين هناك؟ ومن أخبرك بذلك؟ قولي. لقد أزعجتني يا عتبة!»
فقالت عتبة: «علمت أنه هناك من جاسوس لنا في قصر الخلد جاءني من ساعة وأخبرني أن الرشيد ركب برذونه وجاء إلى دار القرار ومعه الخادم اللعين مسرور، ولم أنقل لك هذا الخبر في حينه لأنني كنت منشغلة في الاستعداد للسفر، وكنت أحسب مجيئه لأمر خاص به، فلما علمت بذهاب أرجوان على هذه الصورة وقع الرعب في قلبي فجئت إليك. إني خائفة من عاقبة ذلك يا سيدتي.»
فأطرقت العباسة وقد أخذ الخوف منها مأخذا عظيما، وعمدت إلى التفكير فيما سمعته، وارتبكت في أمرها فقالت: «ما الذي تخافينه من استدعاء أرجوان وأخي هناك؟! ومع ذلك فنحن على أهبة السفر غدا.»
قالت عتبة: «صدقت، وأنا قد فرغت من الاستعداد، ومتى رجع أرجوان ورأينا في الأمر ما يدعو إلى سرعة الذهاب خرجنا حالا. ألا تخرجين في هذا المساء؟»
Bilinmeyen sayfa