فرمقته بنظرة إنكار وكبرياء، وقال له أكثر من صوت من أصوات العصافير المحيطة بها: ماذا تريد منا يا سيدي؟! ... سر في حال سبيلك!
فوجه إليها نظرة عتاب وقال: ألا تردين تحيتي؟
فولت عنه برأسها المتوج بتاج الليل غضبا، وصاحت به الكثيرات: سر في سبيلك أيها الشاب، نحن لا نكلم من لا نعرفه!
فقال ددف: ترى هل عادة البلد الطيب الذي أنبتكن أن يلقى الغريب بمثل هذا الجفاء؟
فقالت واحدة بحدة: الذي يبدو على وجهك الاستهتار لا الغربة! - كم تقسين علي! - إن كنت غريبا حقا، فليس هذا المكان بغاية الغرباء، عد جنوبا إلى منف أو سر شمالا إلى حيث شئت، ودعنا في سلام، فنحن لا نكلم من لا نعرفه!
فهز ددف كتفيه استهانة وقال وهو يشير إلى الفلاحة الجميلة: إن مولاتي تعرفني حق المعرفة.
فتولاهن الإنكار ونظرن إلى الفتاة الجميلة فألفينها غاضبة، وسمعنها تقول له: أتفتري علي كذبا!
فقال الشاب: أبدا وحق الرب، لقد عرفتك منذ زمن طويل، وما جددت في طلبك إلا بعد أن خانني الصبر ولج بي الشوق.
فقال الجميلة الغاضبة: كيف تزعم هذا، وما رأتك عيناي قبل الآن؟
وقالت إحدى صويحباتها: ولا تحب أن تراك بعد الآن؟
Bilinmeyen sayfa