Kusurlular ve Zavallılar Kitabı
كتاب البرصان والعرجان والعميان والحلان
Yayıncı
دار الجيل
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤١٠ هـ
Yayın Yeri
بيروت
وأتمّ الفرسان في الحرب آلة من عرف المفرّ كما يعرف المكّر.
يقول: فلست كمن يستفرغه وهل الجبان، ولا كالذي يعجل فيلجم ذنب فرسه ويركبه مشكولا [١]، ويركله برجله وهو مقيّد، وينزل عن ظهره، ويظنّ أنّ سعيه على رجليه أبلغ من ركض فرسه في النّجا [٢] . قال زيد الخيل:
أقاتل حتّى لا أرى لي مقاتلا ... وأنجو إذا لم ينج إلا المكيّس
ولست بذي كهرورة غير أنّني ... إذا طلعت أولى المغيرة أعبس [٣]
وقال الحارث بن هشام:
الله يعلم ما تركت قتالهم ... حتّى رموا فرسي بأشقر مزبد [٤]
فصددت عنهم والأحبّة فيهم ... طمعا لهم بعقاب يوم مفسد [٥]
وعلمت أنّي إن أقاتل واحدا ... أقتل ولا يضرر عدوّي مشهدي
يقول: ليس من الصواب أن أقف موقفا أقاتل فيه باطلا. وقال عمرو بن معد يكرب:
_________
[١] شكل الفرس بالشّكال: شدّ قوائمه بحبل.
[٢] النجا، بالقصر وبالمد: السرعة.
[٣] الكهرورة، بالضم: الانتهار لمن خاطبه وتعبيس الوجه له. وفي الأصل: «أعيس» بالياء المثناة، صوابه بالباء كما في اللسان (كهر) ونوادر أبي زيد ٧٩.
[٤] قال هذا الشعر يعتذر من فراره يوم بدر. السيرة ٥٢٣ جوتنجن، وعيون الأخبار ١: ١٦٩، والأغاني ٤: ١٧، والعقد ١: ١٤٠/٥: ٣٣٦. والأشقر المزبد: يعنى به الدم الذي قد علاه الزّبد. وكان حسان قد عيّره بفروه إذ يقول:
إن كنت كاذبة الذي حدثتني ... فنجوت منجى الحارث بن هشام
ترك الأحبة أن يقاتل فيهم ... ونجا برأس طمرّة ولجام
ديوانه ٣٦٣، والسيرة ٥٢٢، وعيون الأخبار ١: ١٦٩، والعقد ١: ١٤٤.
[٥] الأحبة، يعنى بهم من قتل أو أسر من رهطه وإخوته.
1 / 39