رابعا: كنيته:
ذكر كثير من المؤرخين أن الإمام الحَوفي يكنى بأبي الحسن، وهذه الكنية إما لكون أكبر أولاده اسمه الحسن، ولكني لم أجد دليلا على هذا، ولم أجد أحدا يحدث عن زواجه، وأولاده، وأسرته، ولم أعثر على هذا كله، وإما لكون اسمه عليا، وهذا هو ما أرجحه، لأن مناداة من اسمه- علي- بأبي الحسن عادةٌ إسلامية تيمنا بالخليفة الرابع علي بن أبي طالب، أبي الحسن، ﵁ (١).
خامسا: مولده:
لم أعرف عن ميلاد الإمام الحَوفي تحديدا دقيقا، إلا أنه ولد بقرية من قرى حوف يقال لها "شُبْرَا النخلة" قرب بلبيس ولم يذكر أحد من المؤرخين سنة ميلاده، كما لم يذكر عمره، حين وفاته، ولكن بمقارنة بسيطة أستطيع أن أحدد زمنا تقريبيا لميلاد شيخنا-الإمام الحَوفي-حيث إن المراجع اتفقت على أنه تتلمذ على يد ابن رشيق (٢)، وقد أجمعت المصادر على أن ابن رشيق توفي سنة سبعين وثلاثمائة، وكذلك أجمعت المصادر على أن الحوفي هو تلميذ الأدفوي، الذي توفي سنة ٣٨٨ هـ، ورحيل الحوفي إلى القاهرة لتلقي العلم لا يكون إلا بعد إكمال نضجه، وهذه كعادة أهل الريف في مصر.
وعلى هذا فيكون الأرجح أن تاريخ مولده في بداية النصف الثاني من القرن الرابع الهجري، وعلى الرغم مما حققته شخصية الحوفي من مجد علمي، ومن عطاء أدبي وافر، شهدت به المصادر فإن التاريخ لم يحفظ لنا من حياته الشخصية شيئا يذكر، ولم نعثر في تراجمه العديدة إلا على النذر اليسير
_________
(١) ومن الدليل على ذلك هو الشائع الموجود عند المسلمين فمن شراح ألفية ابن مالك: علي بن محمد الأشموني يكنى بأبي الحسن ينظر الصبان، أبو العرفان محمد بن علي الشافعي (ت: ١٢٠٦ هـ) حاشية الصبان على شرح الأشمونى لألفية ابن مالك، ط ١، (بيروت: دار الكتب العلمية، ١٤١٧ هـ -١٩٩٧ م)، ١/ ٢.
(٢) الذهبي، تذكرة الحفاظ، ط ١، (بيروت: دار الكتب العلمية،١٤١٩ هـ- ١٩٩٨ م)، ٣/ ٩٥٩. ابن الأثير أبو الحسن عز الدين، اللباب في تهذيب الأنساب، (بيروت: دار صادر)، ١/ ٤٠٢.
1 / 36