124

Burhan

البرهان في علوم القرآن للإمام الحوفي - سورة يوسف دارسة وتحقيقا

Türler

يعقوب ذلك لأنه قد كان تبين من إخوته له قبل ذلك حسدا (١). وقولُهُ تعالي: ﴿وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ﴾، يقول تعالي مخبرا عن قول يعقوب لابنه يوسف، هكذا كما أراك ربك الكواكب، والشمس والقمر سجودا، فكذلك يصطفيك ربك (٢)، ﴿وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَاوِيلِ الْأَحَادِيثِ﴾ قال: عبارة الرؤيا، وهو معنى قول ابن زيد (٣)، ﴿وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عليك﴾ بِاجْتِبَائِهِ إِيَّاكَ وَاخْتِيَاره وَتَعليمه إِيَّاكَ تَاوِيل الْأَحَادِيث (٤)، وهو ما يؤول إليه المعنى من فقه الحديث الذي هو حكمه، ﴿وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ﴾ أي: على أهل دين يعقوب وملته وذريته وغيرهم (٥)، والآل يجمع القرابة والعشيرة، ﴿كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ﴾ باتخاذه إبراهيم خليلا، وَتَنْجِيَته مِنَ النَّار، وَفَدْيِهِ إسحاق بِذِبْحٍ عَظِيم (٦) هذا نحو ما روي عن عكرمة (٧)، ﴿إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ﴾ بمواضع الفضل، ومن هو أهل للاجتباء والنعمة، ﴿حَكِيمٌ﴾ في تدبيره خلقه (٨).

(١) ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ١٣. (٢) ابن جرير، مرجع سابق، ١٥/ ٥٥٩. الثعلبي، مرجع سابق، ٢/ ٤٧٦. (٣) ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ١٥. الثعلبي، مرجع سابق، ٩/ ٦٤.البغوي، أبو محمد محيي السنة الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء الشافعي (ت: ٥١٠ هـ)، معالم التنزيل في تفسير القرآن=تفسير البغوي، ت: عبد الرزاق المهدي، ط ١، (بيروت: دار إحياء التراث العربي، ١٤٢٠ هـ)، ٢/ ٤٧٦. (٤) فائدة: إذا أراد الله-تعالى-أمرًا، قيض له أسبابًا. نصر والهلالي، مرجع سابق، ١/ ٣٠٤. (٥) ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ١٦.فائدة: تعبير الرؤى متوارث في آل إبراهيم الخليل-﵇ فقد كانوا آل بيت نبوءة، وصفاء سريرة، وقد رأى إبراهيم-﵇-في المنام أنه يذبح ولده. فائدة: بيان أفضال الله على آل إبراهيم بما أنعم عليهم فجعلهم أنبياءَ آباءً وأحفاداَ. نصر والهلالي، مرجع سابق، ١/ ٨٤، ٧٥ .. (٦) فائدة في مسألة من هو الذبيح: قد اختلف أهل العلم سلفًا وخلفًا اختلافًا كبيرًا في تعيين من الذبيح على قولين. وقبل التعرض لهذه المسألة أشير إلى فوائد منها: أولًا: لم يثبت حديث صحيح مرفوع نصًا في تحديد من هو الذبيح فكلها روايات منقولة عن أهل الكتاب، أو كلامٌ موقوف على قائله لا يصح رفعه للنبي ﷺ. =

1 / 124