وأما التشبيه فمن أشرف كلام العرب، وفيه تكون الفطنة والبراعة # عندهم، وكلما كان المشبه منهم في تشبيهه ألطف كان بالشعر أرعف، وكلما كان إلى المعنى أسبق كان بالحذق أليق.
والتشبيه ينقسم قسمين: تشبيه الأشياء في ظواهرها وألوانها ومقدارها كما شبهوا اللون بالخمر، والقد بالغصن، وكما شبه الله - عز وجل - النساء في ورقة ألوانهن بالياقوت، وفي نقاء أبشارهن بالبيض [قال تعالى: {كأنهن بيض مكنون}] وكما قال الشاعر:
(كأن بيض نعام في ملاحفها ... إذا اجتلاهن قيظ ليلة ومد)
وقال آخر:
(أيا شبه ليلى لا تراعي فإنني ... لك اليوم من بين الوحوش صديق)
(فعيناك عيناها وجيدك جيدها ... ولكن عظم الساق منك دقيق)
وقال آخر:
(وردت اتساقا والثريا كأنها ... على قمة الرأس ابن ماء محلق)
Sayfa 108