وأما ما يوصل إليه بالخبر فمثل الصلاة التي هي في اللغة: "الدعاء" والصيام الذي هو الإمساك، والكفر الذي هو ستر الشيء، فلولا ما أتانا # من الخبر في شرح مراد الله - عز وجل - في الصلاة والصيام، ومعنى الكفر، لما عرفنا باطن ذلك. ولا مراد الله - عز وجل - في الصلاة والصيام [ومعنى الكفر، ولما عرفنا باطن ذلك لا مراد الله فيه] ولا كان ظاهر اللغة يدل عليه، بل كنا نسمى كل من دعا مصليا، وكل من أمسك عن شيء صائما، وكل من ستر شيئا كافرا، فلما أتانا الرسول - صلى الله عليه وسلم - بحدود الصلاة والتكبير والركوع والسجود، والتشهد، ومحدود الصيام من ترك الأكل والشرب والنكاح نهارا، وأن الكافر الذي يجحد الله - عز وجل - ورسله، وصلنا إلى علم جميع ذلك بالخبر، ولولاه ما عرفناه.
وللغة العربية - التي نزل بها القرآن، وجاء بها عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم - البيان - وجوه وأقسام، ومعان وأحكام متى لم يقف عليها من يريد تفهم معانيها، واستنباط ما يدل عليه لفظهما، لم يبلغ مراده، ولم يصل إلى بغيته.
Sayfa 93