İslam'ın Kurucuları: Muhammed ve Halifeleri
بناة الإسلام: محمد وخلفاؤه
Türler
إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد ، أخذت أردد هذه الآية الشريفة وأكررها وأعيدها مرات بعد مرات، متمنيا على الله السميع المجيب أن يوفقني إلى العودة إلى الأرض الطاهرة مرات بعد مرات، وكرات بعد كرات، وأن يجعل مثواي الأخير في أرض «البقيع».
خرجت من المسجد النبوي الشريف وأنا غاض البصر، مطرق الرأس خشوعا وإجلالا لصاحبه العظيم، وبعد أن استأذنت الرسول في السفر وسألت الله بجاه نبيه ألا يحرمني من تكرار الزيارة إلى أن ينتهي الأجل بإذن الله.
ولست أستطيع أن أصف للقارئ شيئا من زخرف المسجد ونقوشه، فوالله ما قصدته لوصف تفصيلاته ودقائقه، ووالله لا أدري كم عدد أبوابه، ولا أركانه وعمده؛ لأني ما تطلعت إلى شيء فيه، ولكني كنت مأخوذا بروعة «الروضة النبوية الشريفة»، وبهيبة المسجد الشريف وجلاله، وبهيبة العظيم محمد.
فالسلام عليك يا رسول الله. •••
كان الوقت قبيل الغروب حين شرعت السيارة تسير بي إلى جدة في طريق العودة إلى الوطن.
لازمني شرود الفكر مع الاكتئاب وقتا طويلا، شعرت كأنه الدهر، وكانت السيارة تطوي الصحراء طي السجل للكتب، ولم أكن شاعرا بما حولي، فقد كانت حالتي النفسية وانقباض صدري، بل حزني مانعا عني الشعور بذلك السكون الشامل المخيم على الصحراء.
كان الليل قد أرخى سدوله، ومضت ساعات قلائل منه، فتبدد بعض الظلام بأضواء ضئيلة كانت النجوم ترسلها إشعاعا.
كانت نفسي حائرة، فكنت كمن فقد قلبه بعد أن ران عليه الأسى والحزن، ولم أكن لأدري شيئا عما حولي إلا أني كنت أردد بلساني هذه الآية الشريفة التي ظللت أعيدها، وأكررها عشرات بل مئات المرات، وهي:
إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد .
أخذت السيارة بعد وقت طويل تسرع المسير، وأنا في داخلها أردد الآية، شارد الفكر.
Bilinmeyen sayfa