İslam'ın Kurucuları: Muhammed ve Halifeleri
بناة الإسلام: محمد وخلفاؤه
Türler
فتوحات عثمان
تمثلت كيف كانت الإمبراطورية العربية واسعة النطاق، منفسحة الأرجاء، وقد قضى عمر على دولتي الفرس والروم، وذكرت كيف أن عثمان بدأ فتوحاته بتوطيد دعائم ما فتحه عمر، وترسيخ أقدام المسلمين فيما فتحوا من الأقطار والأمصار، فإذا ما انتهى من رد المتمردين إلى حظيرة الإسلام - ويعتبر هذا بمثابة فتح جديد - أخذ يزيد أملاك الإمبراطورية الإسلامية، ويوسع فتوحاتها، فبدأ بأرمينيا، وكانت قد انتقضت على المسلمين بعد قتل عمر لضعف حامية المسلمين فيها، وقلة عددهم، ورغبة كبراء الأرمن في الانسلاخ من جسم الإمبراطورية العربية.
وقد وفق عثمان؛ إذ تمكنت تجريدة معاوية بقيادة حبيب بن مسلمة من إخضاع الأرمن الذين طلبوا الصلح، وارتضوا دفع الجزية.
وأعقب فتح أرمينيا إتمام فتح بلاد الفرس على يد عبد الله بن عامر، الذي استطاع أن يطأ أهل الفرس وطأة صاروا منها في ذل، وكتب إلى عثمان بالفتح، فاستعمل على ولاياتها من الولاة من رأى فيهم الخير والعدل ومخافة الله.
وتوجهت أنظار عثمان بعد ذلك إلى دولة الروم، وكان يعلم أن معاوية بن أبي سفيان شغوف بالقضاء على تلك الدولة البيزنطية، فعهد إليه عثمان في أمر فتحها.
وكان معاوية يعلم حق العلم أن الروم على حذر من المسلمين بعد انسلاخ الشام ومصر من أملاكهم، وكان يعرف صعوبة بلاد الأناضول ووعورة جبالها، وأن فتحها من طريق البر أمر عسير؛ لذلك فكر في أن يتخذ طريقه من البحر، فيستولي على أهم النقط والثغور، ثم يتوغل في سائر البلدان البيزنطية.
واستطاع معاوية أن يستولي على كريت ورودس، وأكثر الجزر التي استخدمها بعد ذلك في توجيه حملته أيام خلافته إلى القسطنطينية ومحاصرتها.
لقد كان للعرب أسطول بحري يخفق عليه علم المسلمين مرفوعا على كل شراع لكل سفينة من السفن العربية، وكأنما رسول الله
صلى الله عليه وسلم
حين قال حديثه الشريف الذي معناه: الاستشهاد بالجهاد بحرا يكفر عن الكبائر مهما تعظم. كان يحث الأجيال اللاحقة على الإقدام على الاستشهاد في الجهاد بحرا، ويحث على بناء الأسطول البحري الإسلامي؛ إذ كان يعلم أن أمته ستكون في مد فتوحاتها محتاجة إلى الأسطول البحري.
Bilinmeyen sayfa