دعى إلى الروض ماس بأهيف قدو ... فغنت الأطيار فرح بالخاطر
راد الغصن يحكي هيف خطراتو ... قام ناظرو في اللين ودا شي ظاهر
واعوجاج قدو يقول القايل ... إني على غير العدالة ساير
حكم نسيم الروض بقطع أكمامو ... والزهر من فوقو عليه ابتسم
فقلت يا مقصوف وعادل قدو ... كم لي أقيمك ونت ما تتقوم
ومنه قولي
يوم زارني طايع بقرب العاصي ... وماه قد أصبح مثل عيشي رايق
أسقاني من بارد لماه مشروبي ... أنساني أيام العذيب في بارق
وفي حرم حسنو تمتع طرفي ... عند السقاية في مقام الفايق
قال يا بن حجة فوز بهذي الوقفة ... فما بقي قعده لمن هو مغرم
وبعد ذا زمزم وغاب في الحضرة ... يا محلا في وسط المقام ما زمزم
وسألني بعض مشايخ حماة المحروسة كل منهم من أدرك الحاج علي بن مقاتل رحمه الله تعالى، وأنا إذ ذاك في عنفوان الشبيبة ومبادىء النظم أن أعارض لهم زجلًا من أزجاله، وها زجل قافيته لامية، ذكروا أن الحاج علي المذكور كان يتغالى به في المجالس كثيرًا، فعارضته وأثبت الزجلين هنا ليتفكه المتأمل في جنى الجنتين ويتنزه في حدائق الروضتين، فزجل الحاج علي بن مقاتل ﵀ هو:
يا مليح الشباب يا حلو الشمايل ... إن عينيك تعمل في قلبي عمايل
فيها فترة تخطر لمن بها يجهل
إنها سهلة والمنون منها أسهل
ورباب الفضل والتشابيه يا شهل
قالوا عينيك نرجس وصدغيك خمايل ... صبتها أسياف معقربات الحمايل
من ذا يحمل حور العوينات بتاعك
وأنت سلطان على المعاشيق وماعك
رمح قامة بلينها اشتد باعك
وحواجب قسي على جفن نابل ... سهمها أنفذ في القلب من سحر بابل
قلي إنسان هذا الذي تثني عنو
وتقول في مديحك أنو وأنو
ما رأيت في الملاح مليح أحلامنو
قلت لولا فتش وقايس وقابل ... وعلى هينتك هذا العام وقابل
راح عذولي كما وصيتو وجاني
وقال الله محبوبك ابن الفلاني
قلت: هو هو ومن بعشقو بلاني
قلي ذاك الذي ألف قدو مايل ... عند صحبي المعشوق فليس لو مماثل
موطا خلقو مليح وما أعلا قدرو
وما أترف صدرو المبرز في خدرو
قلي قلي واش وصلك إلى صدرو
قلت نهديه ممزقات الغلايل ... هي المدلة وكل شيء لر دلايل
وزجل المعارضة قولي وهو:
حبي واصل ناديت لو حين راد يفاصل ... لا تقاطع بالحرمة يا حبي واصل
يا عذارو عليش تسيل عند ذكرو
ويا ردفو بسك تزيد على خصرو
ويا طرفوكم ذا الكسل وأنت يا شعرو
كم تجي عرض لاصطباري تحاول ... لله أقصر لا كم في عشقي تطاول
عند قسمة محاسنو عز مجدو
قام عذارو وجرى على صحن خدو
وعلى الخصر أسبل الردف بعدو
والصباح قال أنا على وجهو قابل ... والشعر قال أنا على أقدامو سابل
وحن أصبح غنى في حسنو وظرفو
أبصرو نهر دمعي صار يجري خلفو
علم أنو سايل رمقني بطرفو
وأراد ينهرو ناديت بالوسايل ... لا تخوض يا حبيبي في نهر سايل
في مديح ثغرو لي عقود جوهرية
وفي ريقو ألفاظي جت سكرية
وحن أسبغ لي ظل شعرو عليه
صار مقيلي وكيف لمدحو نقايل ... وقد أظهر فخري على كل قايل
في الأصايل عاتبت بدري رثى لي
وحلف لي أنو ما يقطع وصالي
والتفت نحوي قلت لو يا غزالي
طيبة أصلك دلت عليها الخصايل ... وأنت غرة بدر تشرق لنا في الأصايل
وحن أخصب بالحسن روضة خدودو
ورياض وصلي أمحلوا من صدودو
قلت خاف الإله يا ناقض عهودو
تدرو آش قلي لما أراد أن يماحل ... آش تقول في روض الوصال قلت ماحل
1 / 16