قلت : والحاكم أعرف من الذهبي باتفاق والذهبي قد خرجه في نفسه ابن السبكي وغيره ، ورموه بالتعصب والمجازفة والافتراء والاختلاف . راجع طبقات الشافعية لابن السبكي وممن وبخه وذمه المقبلي في العلم الشامخ وغيره .
نعم ، وبهذا اتعلم أن معاوية ومن بعده من ملوك بني أمية حرفوا الكتاب والسنة ، وخالفوا شريعة الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله كما نصت عليه كتب التواريخ وأجمع على ذلك من تعبد به من الأمة فمن يدعهم حذف (حي على خير العمل) من الأذان [46] وإسقاط البسملة من الصلاة كما نص عليه الشافعي في كتاب الأم ، والفخر الرازي في مفاتيح الغيب ، والدار قطني في السنن ، والبيهقي والننوي في مجموع شرح المهذب وغيرهم .
وروى محمد بن الحسن الشيباني في كتاب الحجة على أهل المدينة بسنده إلى إبراهيم النخعي ، قال : أول من نقص التكبير في الصلاة ، وخطب قبل الصلاة في العيدين ، وجلس على المنبر ، ونقص الإقامة والتسليم معاوية بن أبي سفيان .
ثم قال : والإقامة مثنى مثنى ، أخبرنا به أبو حنيفة عن حماد عن إبراهيم . انتهى من كتاب الحجة ج1 ص84 .
وروى السرخسي في كتاب المبسوط جزء أول ص129 عن إبراهيم النخعي قال أول من أفرد الإقامة معاوية .
وروى فيه عن مجاهد أنه قال : كانت الإقامة مثنى كالأذان حتى استخفه بعض أمراء الجور فأفرده لحاجة لهم . انتهى .
وقال الإمام الشافعي ، وفخر الدين الرازي والبيهقي في ابتداع حذف البسملة : إن معاوية وخلفاء بني أمية طمسو بها من الصلاة لقصد مخالفة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وللمأثور عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، وممن وصمهم بالابتداع ومخالفة السنن الصحيحة ابن حزم في كتاب احكام الأحكام وفي كتاب المحلى .
قلت : وما هي أبو جرائم معاوية وبني أمية فقد أمر بلعن علي بن أبي طالب وأمر بقتل شيعته تحت كل حجر ومدر .
Sayfa 59