وروى السيوطي أيضا جزء أول ص488 عن كثير بن عمرة الحضرمي قال : أول من أذن بالصلاة جبريل في السماء الدنيا . قال أخرجه ابن أبي أسامة في مسنده . انتهى ما أورده الحافظ السيوطي في كتابه الخصائص الكبرى ولم يتعقبها بشيء من التضعيف والطعن .
وقد عرفت مما سبق أن الحديث قد أخرجه عدد من المحدثين ، فمنهم من ذكر فيه (حي على خير العمل) ، ومنهم من سكت عنها ، والسكوت لا يدل على عدم الثبوت ؛ [41] إذ لو كانت غير ثابتة لذكروا ذلك وصرحوا بنفيها في سياق روايات الأذان لحصول الداعي ووجود المقتضي وعدم المانع والصارف .
أما السكوت وعدم الذكر فالعذر واضح وهو خوف الدولة الجائرة الظالمة الغاشمة ، ولها نظائر كثيرة معروفة عند كل من له اطلاع ومعرفة بكتب الحديث والتأريخ ، فقد غيروا وبدلوا ما أعظم من إسقاط (حي على خير العمل) وتظاهروا وجاهروا بسب رسول الله صلى الله عليه وآله في مجالسهم وأنديتهم .
الصدوق
وروى الشيخ الصدوق أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي في كتاب معاني الأخيار ص43 بسنده المتصل إلى الإمام محمد بن الحنفية أنه ذكر عنده الأذان فقال : لما أسري بالنبيء صلى الله عليه وآله إلى السماء فناهز إلى السماء السادسة نزل ملك من السماء السابعة لم ينزل قبل ذلك اليوم قط فقال : الله أكبر ، الله أكبر . فقال الله جل جلاله : أنا كذلك - إلى أن قال :- ثم قال :(حي على خير العمل) قال الله جل جلاله : هي أفضل الأعمال وأزكاها عندي . فذكر الأذان والإقامة مثنى مثنى ، قال : فتقدم النبيء صلى الله عليه وآله فأم أهل السماء فمن يومئذ ثم شرف النبيء صلى الله عليه وآله وسلم .
Sayfa 53