اجتمع ناس في المسجد، ممن ينتحل الإقتصاد في النفقة، والتثمير للمال، من أصحاب الجمع والمنع «٢» . وقد كان هذا المذهب عندهم كالنسب الذي يجمع على التحابّ، وكالحلف الذي يجمع على التناصر.
وكانوا إذا التقوا في حلقهم تذاكروا هذا الباب، وتطارحوه وتدارسوه، إلتماسا للفائدة، واستمتاعا بذكره:
الحمار والماء الأجاج:
فقال شيخ منهم ماء بئرنا، كما قد علمتم مالح أجاج «٣»، لا يقربه الحمار، ولا تسيغه الإبل «٤»، وتموت عليه النخل؛ والنهر منا بعيد، وفي تكلّف
1 / 53
مقدمة
توطئة
رسالة سهل بن هارون الى محمد بن زياد والى بني عمه من آل زياد