أمور ، منها : المنع من التحدث عن الرسول ، وفسح المجال لأبناء أهل الكتاب ، حتى يتمكنوا من نشر الكلم الباطل ، ويمزقوا أصول الإسلام وفروعه؟ والعجب أن التفاسير إلى يومنا هذا مكتظة بأقوالهم وإحاديثهم ، ولها من القيمة عند قرائها مكان.
11 قال العلامة الشيخ جواد البلاغي : الرجوع في التفسير وأسباب النزول إلى أمثال عكرمة ، ومجاهد ، وعطاء ، والضحاك ، كما ملئت كتب التفاسير بأقوالهم المرسلة ، مما لا يعذر فيه المسلم في أمر دينه ، لأن هؤلاء الرجال غير ثقات في أنفسهم ، ومجتمعون على موائد أهل الكتاب من الأحبار والرهبان.
قيل للأعمش : ما بال تفسير مجاهد مخالف؟ أو شيء نحوه قال : أخذه من أهل الكتاب ويكفي في ذلك أن مجاهدا الآخذ منهم فسر قوله تعالى : ( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) قال : يجلسه معه على العرش.
وأما عطاء ، فقد قال أحمد : ليس في المراسيل أضعف من مراسيل الحسن وعطاء ، كانا يأخذان عن كل أحد.
وقال النسائي : وأما مقاتل بن سليمان كان يكذب ، وعن يحيى قال : حديثه ليس بشيء ، وقال ابن حبان : كان يأخذ من اليهود والنصارى من علم القرآن الذي يوافق كتبهم. (1)
وأما الخرافات والأساطير في تفسير الكون وبدء الخليقة وأحوال الأمم الماضية فحدث عنها ولا حرج ، فقد ملأوا الصدور والطوامير وتأثرت بهم طبقات من المسلمين ، ممن كتبوا حول المواضيع السالفة.
يقول الدكتور علي سامي النشار : إن الحديث كان معتركا متلاحما وبحرا خضما لا يعرف السالك فيه موطن الأمان ولذلك قام أهل الحديث بمجهود رائع في محض الأحاديث وتوضيح الصادق والكاذب منها عن طريق الرواية وفيها السند ، وعن طريق الدراية وفيها النقد الباطني للنصوص ، ولذلك أنشأوا
Sayfa 81