وأتَى «بالأَفْواهِ» ثانيًا في الثَّانِي مُقابِلًا «للنطقِ» ثانيًا في الأوَّلِ.
وأتى «بالمُقَلِ» ثالثًا في الثَّانِي مُقابِلًا «للنظرِ» ثالثًا في الأوَّلِ، ومثلُهُ:
قَلْبِي وَطَرْفي مِنْكَ هَذَا فِي حِمى ... قَيْظٍ، وَهَذا فِي رياضِ رَبيعِ (^١)
فإنَّه حملَ: «حِمى القيظِ» الذي جاء به أوَّلًا في العَجُزِ / على «القلبِ» الذي جاء به أوَّلًا في الصَّدرِ.
(وحَمَلَ: «رياضَ الرَّبيعِ» الذي أَتى به في العَجُزِ آخِرًا على «الطَّرْفِ» (^٢) الَّذي أتى به (^٣) في الصَّدرِ) (^٤) آخِرًا، فتناسبَ النَّظمُ على نسقِهِ، وتطاردَ التَّرتيبُ على جادَّةِ طلقِهِ.
وكذلك جاءَ في بعضِ رواياتِ حديثِ أمِّ زرعٍ تقديمُ: «لا سَمِينٌ» لعَوْدِهِ على اللَّحمِ المُقدَّمِ، وتأخيرُ: «لا سَهْلٌ» لِعطفِهِ على الجبلِ المؤخَّرِ.
وقد ترامى بِنا القولُ هُنا إلى لمْحَةٍ وإلماعَةِ مِمَّا في كلامِها مِنْ أبوابِ البلاغةِ، / وهو فصلٌ لَمْ نَرَ التَّطويلَ بَهَ هاهُنا، وسنذكرُهُ بعدُ مع أشباهِهِ مِمَّا في كلامِ صواحِبِها، إنْ شاءَ اللهُ تعالى.
* * *
(^١) البيت من البسيط وهو للشّريف الرّضيّ ينظر: «ديوانه» (١/ ٦٥٤) ط. دار صادر، و«الحماسة المغربية» (٢/ ١٠٣٣).
(^٢) في (ك): «القلب».
(^٣) زاد في (ك): «أولًا».
(^٤) ما بين القوسين مكرر في (ك).