Budizm: Çok Kısa Bir Giriş
البوذية: مقدمة قصيرة جدا
Türler
البعد السردي والأسطوري
كما هي الحال مع الأديان الأخرى، فللبوذية نصيب من الأساطير والحكايات. و«الأسطورة» في هذا الصدد لا يقصد بها شيء مزيف، بل الأساطير هي القصص التي تتسم بقوة مثيرة نظرا لقدرتها على العمل على عدة مستويات في الوقت نفسه. وهذه الأساطير لها محتوى سردي، لكن لها أيضا - كما الأمثولة - محتوى مجازيا يمكن فهمه وتفسيره على عدة أوجه؛ فعلى سبيل المثال، اعتقد فرويد أن أسطورة أوديب - الذي قتل أباه وتزوج أمه - تحتوي على حقائق عالمية مهمة عن الجنس لدى البشر وعن العقل اللاواعي. وفي بعض الأحيان يكون من الصعب معرفة إن كان محتوى الأسطورة يجب أن يفهم بمعناه الظاهري أم لا. وأولئك الذين يؤمنون بالحقيقة الحرفية للكتاب المقدس سوف يميلون إلى قراءة قصة الخلق في سفر التكوين على أنها سرد حقيقي للطريقة التي بدأ بها العالم. وقد يفضل آخرون النسخة العلمية للأحداث مع التسليم بأن سفر التكوين يكشف حقيقة عميقة عن العلاقة بين الرب والكون. والبوذية القديمة لها «أسطورة خلق» خاصة بها مذكورة في خطب «أجانيانيا»، ويوجد الكثير من السير الشائعة مثل قصص «جاتاكا»، وهي مجموعة من الحكايات الأخلاقية عن الحيوات السابقة لبوذا. وفي بعض هذه الحكايات تكون الشخصيات من الحيوانات، لكن ليس على غرار خرافات إيسوب، وفي النهاية يكشف بوذا أنه كان الشخصية الرئيسية في حياة سابقة.
كثير من الوقائع المثيرة التي تحتوي على الخوارق يثري التراث البوذي، وقد أصبحت تلك الوقائع أكثر مبالغة وتكلفا مع مرور القرون. حتى في المصادر القديمة تظهر الآلهة والأرواح في كثير من الأحيان. وعادة ما يتم تصوير تلك الآلهة والأرواح في الفن والأدب البوذي على أنها تشكل جزءا من الجمهور في بعض الوقائع المهمة في حياة بوذا. وتروي إحدى القصص المثيرة كيف تعارك بوذا قبل تنويره مع مارا، الشرير، وحقق نصرا كبيرا عليه وفرق جيوشه. وتوجد أيضا بعض القصص والوقائع المتسلسلة البعيدة عن الإثارة التي تروي تاريخ البوذية في ثقافات مختلفة، لكن تلك القصص والوقائع تحتوي أيضا على سمات خيالية.
البعد العقائدي والفلسفي
لا يستخدم البوذيون في آسيا مصطلح «البوذية» لوصف دينهم، ويشيرون إليه إما باسم «دارما» (وتعني «القانون») وإما باسم «بوذا ساسانا» (وتعني «تعاليم بوذا»). وربما لا يروق للبعض منهم استخدام مصطلح «العقيدة» لوصف مفاهيمهم، من منطلق أن هذا المصطلح له إيحاءات مرتبطة بالدين الغربي. ورغم ذلك، إذا كان ما نفهمه من كلمة «عقيدة» هو الصياغة المنهجية للتعاليم الدينية في شكل متماسك من الناحية الفكرية، فلن يبدو من قبيل المبالغة استخدام هذا المصطلح في البوذية. والتعاليم العقائدية الأساسية محفوظة في مجموعة من القضايا المترابطة معروفة باسم الحقائق الأربع النبيلة، التي كونها المؤسس بوذا. وعادة ما تكون مهمة دراسة تلك المعتقدات وتوضيحها وتفسيرها مسئولية صفوة مثقفة ومتعلمة. وفي البوذية تكون مسئولية الحفاظ على النصوص وتفسيراتها ملقاة على عاتق مجموعة من الرهبان تسمى «سانجا». بيد أن الرهبان ليسوا جميعا فلاسفة؛ ففي التقليد البوذي يوجد أشخاص شعروا أن التجربة الصوفية - تلك المكتسبة من خلال التأمل - كانت الطريق لتحرر مؤكد على نحو أكبر من طريق حفظ النصوص. على الرغم من ذلك، وعلى مدار القرون، استثمرت البوذية جهدا فكريا هائلا في الدراسة العقائدية، ويمكن رؤية ذلك من خلال النصوص والأطروحات المطولة المحفوظة في كثير من اللغات الآسيوية. ونسبة قليلة جدا فقط من هذا التراث هي ما تمت ترجمتها، على الرغم من أن كثيرا من النصوص ذات الأهمية البالغة متاح الآن باللغة الإنجليزية أو بغيرها من اللغات الأوروبية.
البعد الأخلاقي والتشريعي
تحظى البوذية باحترام واسع النطاق بوصفها واحدة من الديانات ذات الأخلاقيات العالية. ويعد المبدأ الأساسي في الأخلاقيات البوذية هو عدم الإيذاء المعروف باسم («أهيمسا»)، ويتجلى هذا المبدأ في احترام الحياة؛ ذلك الاحترام الذي تشتهر به البوذية. تحض التعاليم البوذية على احترام كل المخلوقات الحية، سواء البشر أم الحيوانات، وتعتبر التدمير العمدي للحياة خطأ فادحا. وقد أدت هذه الفلسفة إلى أن أصبح كثير من البوذيين (لكن ليس جميعهم بالتأكيد) نباتيين، وتبنوا مبدأ السلام باعتباره أسلوبا للحياة. ويلعب مبدأ عدم الإيذاء دورا إيجابيا في شكل فضيلة أخرى من الفضائل البوذية الرئيسية، وهي الشفقة، كما أن الاهتمام بتخفيف المعاناة دفع البوذيين من العوام والرهبان إلى تأسيس المستشفيات، ودور الرعاية، والمدارس، والمؤسسات الخيرية.
النصوص الأولى للبوذية تدين العنف بقوة، واستخدام القوة لدعم أهداف الدين - في شكل حروب صليبية أو «جهاد» على سبيل المثال - يبدو أمرا غير مفهوم على الإطلاق بالنسبة إليهم. وهذا لا يعني القول بأن السجل التاريخي للبوذية ناصع لا تشوبه شائبة؛ حيث توجد فترات من التاريخ الآسيوي استغلت فيها البوذية لأغراض سياسية، واستخدمت لتبرير الحملات العسكرية. ورغم ذلك، كانت تلك الحوادث أقل من أن تقارن بالحروب الصليبية والحروب الدينية في العصور الوسطى وأوائل عصر الحداثة في أوروبا. وفي القرن العشرين تبنى البوذيون في التبت سياسة المقاومة السلمية لغزو أراضيهم من قبل الصينيين في عام 1950، وبعد هذا الغزو قدر عدد الذين توفوا من سكان التبت بنحو مليون، فضلا عن تدمير ستة آلاف دير. كما نشأت أيضا في اليابان حركة قوية داعية إلى السلام في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
الأبعاد الخمسة التي ذكرناها حتى الآن كلها ذات طبيعة مجردة، والبعدان الأخيران متعلقان بالدين وتجسيده في شكله الاجتماعي والمادي.
البعد الاجتماعي والمؤسسي
Bilinmeyen sayfa