Brothers, Oh Brothers
الأخوة أيها الإخوة
Yayıncı
المكتبة الإسلامية
Yayın Yeri
القاهرة
Türler
يريد أن أغلى ما تملكه هو أخوك فلا تفرط فيه أبدًا، فليس بخطأ يُبعد ويُهجر، بل اثبت عليه، فإنَّنا بحاجة إلى الأخوة ثم يقول:
" الأخ الذي بلوته في السراء والضراء فعرفت مذاهبه، وخبرت شيمه، وصح لك غيبه، وسلمت لك ناصيته، فإنَّما هو شقيق روحك، وباب الروح إلى حياتك، ومستمد رأيك، وهو توأم عقلك، إذا صفا لك أخٌ فكنْ به أشد ضنًا منك بنفائس أموالك، ثم لا يزهدن لك فيه أن ترى منه خلقًا أو خلقين تكرههما، فإنَّ نفسك التي هي نفسك لا تعطيك المقادة في كل ما تريد فكيف بنفس غيرك " أهـ
يريد أن أخاك إذا ساءك منه خلق فلا تتركه لأجل ذلك، فأنت تجد في نفسك أشياء كثيرة لا ترضيك وتصبر عليها، فكما صبرت على نفسك فصبرًا على أخيك.
قالوا: بحسبك أن يكون لك من أخيك أكثره؛ لذلك قال أكثم بن صيفي: من لك بأخيك كله.
وقال النابغة الذبياني:
ولست بمستبقٍ أخًا لك لا تَلُمُّه... على شَعثِ أي الرِّجَال المُهَذَّبُ
إخوتاه
هل تريدون من إخوانكم أن يكونوا على أكمل صورة في مخيلاتكم؟!! هل تظنون أنكم ستجدون الأخ العابد الزاهد العالم أو طالب العلم المتواضع الكريم المنفق الصوَّام القوام، ذا الوجه الطلق، الذي تجده دائمًا بجوارك، فمن أين لكم بهذا وأنتم لا تتصفون بكل ذلك؟ ولذلك نقول: عليكم بالإغضاء وعدم الاستقصاء، ولينشغل كلٌ منا بعيب نفسه.
يقول رجاء بن حيوة [وزير عمر بن عبد العزيز]: " من يؤاخى من الإخوان إلا
1 / 72