193

Bombshells of Truth

قذائف الحق

Yayıncı

دار القلم

Baskı

الأولى

Yayın Yılı

١٤١١ هـ - ١٩٩١ م

Yayın Yeri

دمشق

Türler

لقد صحب الدنيا منوعًا لخيرها
وفارقها وهو الظلوم المعنف
إلى النار فليذهب ومن كان مثله
على أى شىء فاتنا منه نأسف؟
اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان.
يا للرجال بلا دين
إننى أسأل نفسى بإلحاح فى هذه الأيام العجاف: هل يشعر العرب بأن محمدًا مرسل للعالمين، وأن هذه " العالمية " فى دعوته تفرض عليهم بعد إذ عرفوه أن يعرفوا الناس به، وهم عندما يعرفون الناس به لن يصفوا لهم ملامحه الشخصية وإنما يشرحون لهم رسالته الإلهية!
لكن عرب اليوم لا يقدرون محمدًا قدره، ولا يخلفونه بأمانة فى مبادئه وتعاليمه، ولا يحسون قبح الشبهات التى أثارها خصومه ضده، بل هم - علمًا وعملًا - مصدر متاعب للإسلام ولنبيه الكريم، وشاهد زور يجعل الحكم عليه لا له!
قد تقول حسبك حسبك أن الناس بخير، ومحبتهم لرسولهم فوق التهم فلا تطلق هذه الصيحات الساخطة، فما تحب الجماهير أحدًا كما يحب أتباع محمد محمدًا..
وأقول لك: سوف أغمض العين عن ألوف من المتعلمين ضلل الاستعمار الثقافى سعيهم وشوه بصائرهم وأذواقهم، مع أن وزنهم ثقيل فى قيادة الأمة العربية، فما قيمة الحب الرخيص الذى تكنه جماهير الدهماء؟
إنه حب غايته صلوات تفلت من الشفتين مصحوبة بعواطف حارة أو باردة، وقلما تتحول إلى عمل كبير وجهاد خطير، والترجمة عن حب محمد بهذا الأسلوب فى وقت ينهب فيه تراثه أمر مرفوض إن لم يكن ضربًا من النفاق!
أذكر أنى ذهبت يومًا لأحد التجار كى أصلح شيئًا لى، فاحتفى بى وقدم بعض الأشربة، وأفهمنى أنه أتم ما أريد بعد أن وفيته ما أراد. ثم شعرت أن عمله كان ناقصًا ولا أقول مغشوشًا!
فقلت: ليته ما حيا ولا رحب وأدى ما عليه بصدق! ماذا أستفيد من تحيات لا جد معها ولا إخلاص.

1 / 238