جلبان واثنا عشر رطل تبن. ويبدو لي عدم الأهراء
13
أمرا غريبا، ويجعل القمح في كدس يترجح طوله بين اثني عشر أونا
14
وخمسين أونا على ما يحتمل، ولا تجد بجانب الهواء المغطى سوى هري صغير من مدر.»
15
ثم يثني بسمارك على «لطف الإنكليز وأدبهم الجم الذي يفوق ما أنتظره، حتى إنك إذا ما كلمت العوام وجدت فيهم تهذيبا وتواضعا وذكاء.» ويروق بسمارك ما لدى الإنكليز من شهوة طعام فطرية، فيقول في ذلك الكتاب: «ذلك هو بلد النهماء، وفي ذلك البلد لا يقدم إليك الطعام أجزاء، وفي ذلك البلد تجد أمامك حين الفطور - أيضا - أطعمة هائلة لا تخطر ببالك، فتقتطع منها ما تود وتأكل منها ما تريد من غير أن يضاف شيء إلى حسابك.» ولا يدرك أمر تلك الملاحظات التي أبداها لأبيه حول الطعام النفيس الوافر إلا إذا عرفنا ما اشتملت عليه رسائله من نصوص كثيرة، بحث فيها عن ملاذ المائدة بجد عظيم حتى أواخر أيامه.
ويبدو أن من في الدار أقل تأثرا بروح السيطرة من ذلك السائح الذي وصل إلى سويسرة، فيطلب من أبيه وأخيه دفع ما استحق من الضرائب، وكان لا بد من مطالبة هذا أو ذلك بنقد، «أو من المساومة بالقمح أو المسكرات، فآمل راجيا أن تنظر إلى هذا الأمر المستعجل بعين العناية كما لو كان خاصا بك.»
ويعود فيجد ما يغضبه من فوره، وماذا يصنع في هذا الخرق؟ إن بوميرانية بلد ضيق، وألمانية بلد كئيب، والناس في الخارج أحب إلى النفس.
ويجلس بجانب الموقد، ويقرأ ديوان بايرون، وينسخ أكثر قصائد هذا الشاعر الإنكليزي تحديا، ثم يفكر في تقليد هذا اللورد، ويخبط ذلك الديوان مع دفتر الحساب، ويفكر في رحلة يقوم بها مع رفيق المدرسة أرنيم «في مصر وسورية، وفيما هو أبعد من ذلك - على ما يحتمل - على أن تسير التدابير التي أبصرها حول ما أملك كما أروم. ويلوح لي أن أمثل دور الآسيوي بضع سنين؛ لأحدث تغييرا في زخرف روايتي ولأدخن سجايري على الغنج، بدلا من الريغا.» ولكن ذلك الرفيق يعدل عن مغامرات السياحة تلك مولعا بأخت بسمارك الحسناء مالوين البالغة من العمر سبع عشرة سنة.
Bilinmeyen sayfa