Biography of Lady Aisha, Mother of the Believers
سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين
Araştırmacı
محمد رحمة الله حافظ الندوي
Yayıncı
دار القلم
Baskı Numarası
الأولى / ١٤٢٤ هـ
Yayın Yılı
٢٠٠٣ م
Türler
والحب والوفاء للأزواج المطهرات. وكانت عائشة (ض) تقول: «إن كان ذاك إلي فإني لا أريد يا رسول الله أن أوثر عليك أحدا» (١).
ولما أتى النبي ﷺ نعي جعفر الطيار (ض) غزوة مؤتة حزن حزنا شديدا، فأتاه رجل فقال: يا رسول الله إن شاء جعفر ... وذكر بكاءهن، فأمره بأن ينهاهن، فذهب الرجل ثم أتى فقال: قد نهيتهن، وذكر أنهن لم يطعنه، فأمره الثانية أن ينهاهن، فذهب ثم أتى فقال: والله لقد غلبنني أو غلبننا، فقال النبي ﷺ: «فاحث في أفواههن التراب، وعائشة (ض) كانت تطلع عليه من شق الباب، فقالت: أرغم الله أنفك فوالله ما أنت بفاعل، وما تركت رسول الله ﷺ من العناء» (٢).
وغالبا ما ينام النبي ﷺ ويضع رأسه على فخذ عائشة، وذات مرة جاءها أبو بكر (ض) ورسول الله ﷺ واضع رأسه على فخذها قد نام، فعاتبها وقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعنها بيده في خاصرتها، تقول عائشة: «فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله ﷺ على فخذي» (٣).
مداراة الزوجة:
لقد جعل الله ﷿ من حياة النبي ﷺ أسوة حسنة للمجتمع الإنساني بأكمله، وكان ﷺ خير الأزواج وألطفهم بأهله، لم يعهد عنه ﷺ أنه عنفهن أو اشتد عليهن، بل كان بهن رفيقا رحيما، يترضاهن إذا غضبن، ويعاملهن معاملة كريمة بأقصى غاية من المودة والمحبة، ولم يكن ذلك كله إلا لكي يعلم أمته كيف يتعامل الأزواج مع زوجاتهم.
سبق أن ذكرنا أنه ﷺ كان يتعهد عائشة بما يسرها، ويفرح حتى بلعبتها،
_________
(١) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب تفسير القرآن برقم ٤٧٨٩، ومسلم في صحيحه كتاب الطلاق برقم ١٤٧٦ وأبو داود في سننه كتاب النكاح برقم ٢١٣٦.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الجنائز برقم ١٢٩٩، ١٣٠٥، ومسلم في صحيحه كتاب الجنائز برقم ٩٣٥، والنسائي في سننه كتاب الجنائز برقم ١٨٤٧.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب التيمم برقم ٣٣٤، ومسلم في صحيحه كتاب الحيض رقم ٣٦٧، والنسائي في سننه كتاب الطهارة برقم ٣١٠.
1 / 85