ثم أزمع السفر، فودعها وودع أهل الدار جميعا، وهو يقول لعتيبة: إن بيننا نسبا وصهرا، فاذكر عمك مسلمة كلما ضاق بك أمر ...
ثم ركب وركبت حاشيته، وودعته المدينة كلها إلى حدود البادية، وارتسمت في ذهنه يومئذ صورة لم تفارقه قط في سفر ولا حضر، هي صورة سبيكة، أو لعلها صورة أمه ورد، فلم يكن بين الصورتين كبير فرق، ولكن شفتيه لم تلفظا السر الذي ضم عليه أضلاعه حتى مات.
خاتمة
مسجد الشيخ الصالح تحت أسوار القسطنطينية ...
عين مسلمة ...
خليج أبي أيوب ...
ممر العرب ...
ذلك كل ما بقي ثمة من آثار الغزوة التي كانت سنة 98 للهجرة!
ومضى مائتان من السنين، ثم مائتان، ثم ثلاثمائة، وكان محمد بن مراد، محمد الفاتح ابن عثمان، سنة 857ه، فافتتح القسطنطينية وجعلها للمسلمين دارا، ولم تزل للمسلمين دارا من يومئذ.
1
Bilinmeyen sayfa