Sınırsız: İnsanları Serbest Bırakan ve Uçuruma İten Teknikler
بلا قيود: تقنيات حررت البشر ودفعتهم لحافة الهاوية
Türler
بذور الحضارة
مع تضاعف أعداد القرى الزراعية، بدأت القرى المتجاورة تكون تحالفات لصد المغيرين والغازين الذين يأتون من مناطق أخرى. ومع الوقت، بدأت كل قرية على حدة تتخصص في إنتاج محاصيل معينة أو تصنيع أنواع معينة من السلع المادية. وبعد قليل بدأ يظهر مواقع للتجارة في مواقع ملائمة جغرافيا، حيث كان باستطاعة الناس اللقاء بانتظام للتقايض على السلع التي يحتاجونها ومبادلة ما كان ينقصهم في قريتهم بما يفيض لديهم من منتجات. وفي كثير من الأحيان، كانت هذه الأسواق تقام في قرى مركزية الموقع، تطورت مع الوقت إلى بلدات تجارية.
كل هذه الأحداث صارت ممكنة بعملية الاندماج الاجتماعي، التي مكنت المجتمعات من النمو لدرجة لم تعهدها المجتمعات الإنسانية من قبل؛ فقد خلق انتشار القرى الزراعية مناطق كثيفة السكان حيث كان الكل يتحدث اللغة نفسها، ويعبد الآلهة نفسها، ويتناول الطعام نفسه، ويعيش في أنوع المنازل نفسها، ويرتدي أنواع الملابس والحلي نفسها، ويلتزم بالأعراف والمحظورات نفسها. خلال هذا، صار الناس ينتمون لا إلى عشرات الأقارب، وإنما إلى آلاف الأشخاص الآخرين الذين يشاركونهم هويتهم الثقافية والإثنية. •••
وبمرور الوقت، بدأت مجتمعات هذه المناطق تبتكر تقنيات جديدة للاتصال وتستخدمها؛ السفن الشراعية، والمركبات ذات العجلات، والخيل المستأنسة، وأنظمة الكتابة التي مكنت الناس والمجتمعات من التواصل رغم حدود الزمان والمكان. نتيجة لهذا، تطورت البلدات التجارية والمراكز الدينية ومجتمعات الأسر الثرية وذات النفوذ تدريجيا حتى صارت مراكز حضرية بدأت تهيمن على البلدات المجاورة الأصغر حجما والأقل قوة. وأخيرا، مع ارتفاع تعقيد تقنيات التواصل وفاعليتها، ربطت هذه المراكز الحضرية المتوسعة بين مستوطنات مناطق كاملة في شبكة من المجتمعات المتحالفة، وفي النهاية صارت هذه المجتمعات بذور الحضارات المدنية التي نبتت، واحدة تلو الأخرى، في مهود الحضارة المتناثرة في أرجاء الأرض.
في نهاية المطاف، كانت تقنية الزراعة هي التي حررت نوعنا من بحث لا ينتهي عن شيء ليأكله، وجعلت من الممكن للبشر الاستقرار في مكان واحد وبناء منازل وقصور ومعابد وأنصاب راسخة يستطيعون توريثها لأجيال مستقبلية. في الفصل التالي سنرى كيف حين جعلت الزراعة الحياة في مكان واحد ممكنة، تبدل حال المجتمع البشري تماما مرة أخرى، وكيف صار أخيرا قوة لها من الحجم والبأس ما يكفي لتغيير العالم.
الفصل السابع
تقنيات التفاعل
السفن والكتابة والعجلة وميلاد الحضارة
تعد الابتكارات في مجال تقنيات النقل من بين أقوى أسباب التغيير في حياة البشر الاجتماعية والسياسية.
ديفيد دابليو أنتوني، «الحصان والعجلة واللغة»
Bilinmeyen sayfa