Sınırsız: İnsanları Serbest Bırakan ve Uçuruma İten Teknikler
بلا قيود: تقنيات حررت البشر ودفعتهم لحافة الهاوية
Türler
افترض ويلز أن النياندرتال كان يصنع ملابسه من جلود الحيوانات الضخمة مثل الماشية البرية والخيول والماموث، وانتهى في الوقت نفسه إلى أن عدم وجود أي أثر لأدوات حياكة، مثل إبر من العظام، في مواقع النياندرتال يوحي بأنه، على عكس صيادي وجامعي ثمار العصر الحديث، مثل شعوب الكري والتلينجيت، كان بشر النياندرتال يرتدون جلود الحيوانات كاملة على غرار الشمال، ويثبتونها على أجسادهم بسيور مصنوعة من الجلود أو الأوتار.
في وقت لاحق ومع ظهور الإنسان الحديث تشريحيا في أوروبا، بدأ تفصيل الملابس بالشكل الموجود بين الصيادين وجامعي الثمار المعاصرين. والملابس المفصلة يجب خياطتها بإبر وخيوط، ويجب أن تكون على مقاس الأطراف والجذع حتى توفر أقصى حماية ضد البرد. بقايا الإبر المصنوعة من العظام وأدلة أخرى من المواقع التي كان يسكنها بشر الكرومانيون وغيرهم من أجناس الإنسان الحديث تشريحيا توحي بأن الملابس المفصلة نشأت مع نوعنا، الهومو سيبيانز، إلا أن التاريخ الطبيعي لطفيل دقيق يغزو جسد الإنسان يعطي مزيدا من الأدلة على أن أول ملابس غير مفصلة لم تنشأ أثناء عصر الكرومانيون أو النياندرتال منذ عشرات آلاف السنين، وإنما خلال عصر البشر الناشئين منذ مئات آلاف السنين.
قصة ثلاث قملات
كل من قردة الشمبانزي والغوريلا يصيبها نوع واحد فقط من القمل ، لكن الجسد البشري يعيش فيه ثلاثة أنواع مختلفة من القمل؛ فقمل الرأس البشري يعيش في شعر فروة الرأس، وقمل الجسم البشري يعيش في ملابس الإنسان، وقمل العانة يعيش في شعر العانة، وهو المسئول عن الحالة المنقولة جنسيا المعروفة باسم «القمل السرطاني». خلال تسعينيات القرن العشرين، أجرى عدد من العلماء سلسلة من التحاليل الجينية الدقيقة لهذه الأنواع المختلفة من القمل في محاولة لإعادة تنظيم تاريخها التطوري (انظر شكل
4-4 ).
شكل 4-4: أنواع القمل الثلاثة التي تصيب جسم الإنسان. أعلى اليسار: قملة الجسم البشري. أعلى اليمين: قمل الرأس البشري. تحت: قمل العانة البشرية. (صورة قملة الرأس البشري؛ مصرح بالنشر بموجب رخصة المشاع الإبداعي الإصدار 3,0 التي تقتضي نسب المصنف لصاحبه والترخيص بالمثل. صورتا قملة الجسم البشري وقملة العانة بتصريح من مراكز مكافحة الأمراض، التعرف المختبري على الأمراض الطفيلية.)
قمل الرأس البشري وقمل الجسم البشري هما نويعان متقاربان، وكلاهما يتقاسمان أصلا مشتركا مع قمل الشمبانزي، الذي يبدو أنهما انفصلا عنه منذ ستة ملايين عام تقريبا. هذا يبدو منطقيا تماما؛ حيث إنه يتفق مع المرحلة الزمنية التي يعتقد أن أشباه البشر والشمبانزي انفصلا فيها عن أصلهما المشترك (أحد قردة ما قبل التاريخ الذي لم يحدد بعد).
من ناحية أخرى، يشترك قمل العانة البشري في أصله مع قمل الغوريلا الذي يبدو أنه انفصل عنه منذ ثلاثة ملايين سنة تقريبا. هذا التاريخ هو الأغرب؛ حيث إن أشباه البشر انفصلوا عن أصلهم المشترك مع الغوريلا منذ سبعة ملايين عام على الأقل. وحيث إنه من المستبعد للغاية أن يكون بعض من أسلافنا أشباه البشر قد جامعوا بعض قردة الغوريلا منذ ثلاثة ملايين عام، فمن المحتمل أن يكون قمل العانة الأصلي المعني قد انتقل من الغوريلا إلى أشباه البشر حين لجأ أحد أشباه البشر الأوائل للنوم في عش مهجور لبعض قردة الغوريلا.
إلا أن مدة الثلاثة ملايين عام هذه ربما لها دلالة أكثر أهمية؛ فقمل العانة لا يعيش في الرأس ولا الجسد، وإنما بالأحرى في شعر منطقة العانة، وهذا قد يكون دليلا على أن أشباه البشر فقدوا شعر الجسم منذ ثلاثة ملايين سنة. إن كان هذا صحيحا فلنا أن نرجع بتقنية النار لزمن أبعد في الماضي من 1,75 مليون سنة التي كنا قد قدرناها في هذا الكتاب.
في السعي لتحديد تاريخ بداية استخدام الملابس، نجد أن أهم حدث في تاريخ هذه القملات الثلاث هو اللحظة الزمنية التي انفصلت فيها قملة الجسم عن قملة الرأس. المنطق وراء هذا الافتراض هو أن قمل الجسم يثقب الجلد ليتغذى على الدم، لكنه لا يعيش على الجلد نفسه؛ إذ يعيش قمل الجسم بالأحرى في الملابس التي نرتديها؛ من ثم لا يمكن أن يكون قد تطور إلا بعد أن صار أشباه البشر يرتدون ملابس بصفة دائمة.
Bilinmeyen sayfa