Sınırsız: İnsanları Serbest Bırakan ve Uçuruma İten Teknikler
بلا قيود: تقنيات حررت البشر ودفعتهم لحافة الهاوية
Türler
لكن بدءا من مليوني عام تقريبا، بدأ يظهر في سجل الحفريات أشباه بشر أحدث وأضخم وأكثر تقدما، وهم البشر الناشئون، وهذه المخلوقات هي التي سدت الفجوة بين أشباه البشر الأوائل مثل الأوسترالوبيثيكوس والإنسان الحديث ذي الدماغ الكبير مثل النياندرتال وأنفسنا.
لقد استخرجت العديد من البقايا الحفرية لبشر ناشئين في عدة مواقع أثرية مختلفة في أنحاء أفريقيا وأوراسيا، ونزع اختصاصيو علم الحفريات الذين استخرجوا هذه البقايا إلى تصنيف اكتشافاتهم المتعددة في أنواع متعددة متمايزة من جنس الهومو، لكن بعضا من هذه الأنواع لا يمثلها إلا بقايا متشظية جدا، والعديد منها مشابه جدا بعضه لبعض، حتى إنه من المشكوك فيه أنها تمثل أنواعا متمايزة من الأساس.
4
رغم أن ثمة جدلا كبيرا حول ما يمثل حقا أنواعا متمايزة من هذه الاكتشافات، ثمة اتفاق عام على أن تشريح البشر الناشئين - وإن كانوا بدائيين بمعاييرنا - كان مشابها للغاية لتشريح إنسان العصر الحديث، حتى إنهم لا بد أن ينضموا جميعا للجنس هومو، الذي ينتمي إليه كل بشر العصر الحديث.
أقدم هؤلاء البشر الناشئين كان نوعين، الهومو هابيليس والهومو إرجاستر اللذين ظهرا في شرق أفريقيا، بينما كان أشباه البشر الأوائل مثل الأوسترالوبيثيكوس لا يزالون يمثلون الكائنات التي تسير على قدمين السائدة في تلك المنطقة. يظهر الهومو هابيليس (الإنسان «البارع» أو «الماهر») لأول مرة في سجل الحفريات قبل مليوني وثلاثمائة ألف عام تقريبا؛ أي قبل أن ينقرض أشباه البشر الأوائل بفترة كبيرة. وكان لهذا النوع أصغر دماغ بين البشر الناشئين؛ إذ كان يتراوح في المتوسط بين 500 إلى 600 سنتيمتر مكعب، وإن كان أكبر من أدمغة أشباه البشر الأوائل، الذي تراوح متوسط أدمغتهم بين 400 و500 سنتيمتر مكعب. كذلك احتفظ الهومو هابيليس بكل من الجذع الذي على شكل الكمثرى وقامة أشباه البشر الأوائل الشديدة الضآلة، رغم أنه صنع أدوات حجرية تفوق تلك التي صنعها أشباه البشر الأوائل. شملت هذه الأدوات «مطرقة» يدوية؛ حجر مستدير في حجم قبضة اليد كان يستخدم في تكسير عظام فرائسه، وربما كان يستخدم أيضا في «تطرية» اللحم الطازج بطحنه ليجعله أسهل هضما.
ظهر الهومو إرجاستر (الإنسان العامل) لاحقا بعض الشيء، منذ مليون وثمانمائة ألف عام، وكان أول أشباه البشر الذين صنعوا المطارق اليدوية «الأشولية» التي شكلت مستوى أعلى من الحرفية في الصناعة عن أدوات أولدوان البدائية التي كان يصنعها أشباه البشر القدامى. يمثل دماغ الهومو إرجاستر زيادة كبيرة في الحجم عن أنواع أشباه البشر الذين سبقوه؛ إذ بلغ حجمه في المتوسط نحو 850 سنتيمترا مكعبا. كذلك كان الهومو إرجاستر أطول كثيرا من الهومو هابيليس، بصدر برميلي الشكل وخصر نحيل مثلما الحال في الإنسان الحديث. ولا يزال علماء الحفريات غير متأكدين إن كان الهومو إرجاستر حقا نوعا متفردا أم مجرد شكل مبكر من ذلك الإنسان الناشئ الشهير؛ الإنسان المنتصب القامة.
أهم نوع بين البشر الناشئين - الذي لا يشك أنه كان نوعا مستقلا - كان الهومو إريكتوس (الإنسان المنتصب)، الذي وجدت بقاياه في أنحاء أفريقيا وآسيا وأوروبا بدءا من مليوني سنة مضت واستمرارا حتى مائتي ألف عام سنة مضت على أقل تقدير.
5
كان الهومو إريكتوس أضخم كثيرا من أشباه البشر الأوائل، يكاد يعادل في طوله الإنسان الحالي، وتدل كل سماته التشريحية على أن البشر الناشئين قد تخلوا تماما عن عادة الرئيسيات القديمة في النوم ليلا على الأشجار التماسا للأمان.
كان الهومو إريكتوس من أذكى البشر الناشئين، ودماغه - الأكبر كثيرا بالفعل من دماغ القردة أو الأوسترالوبيثيكوس - ظل حجمه يكبر على امتداد تاريخه الطويل والناجح. ترك الهومو إريكتوس وراءه عددا كبيرا من الأدوات الحجرية الأشولية الدقيقة جميلة الصنع، وخاصة مطرقة يدوية أيقونية ذات حافة حادة، على شكل قطرة دمع كبيرة. تمثل المطرقة اليدوية الأشولية علامة على عبور عتبة لها أهمية خاصة في تطور البشر؛ لأن صنعها احتاج كما كبيرا من التخطيط وبعد النظر والمهارة اليدوية (انظر شكل
Bilinmeyen sayfa