Sınırsız: İnsanları Serbest Bırakan ve Uçuruma İten Teknikler
بلا قيود: تقنيات حررت البشر ودفعتهم لحافة الهاوية
Türler
تظهر الأنواع المتعددة من القردة والسعادين عدة أنماط مختلفة من العلاقات الجنسية، ولا غرو أن العلاقات الجنسية بصورتها المألوفة بين البشر تختلف اختلافا بينا عن العلاقات الجنسية لدى القردة أو السعادين، لكن رغم كل اختلافاتها تحتوي العلاقات الجنسية البشرية على العديد من العناصر الموجودة في العلاقات النمطية لدى الرئيسيات غير البشرية، ومنها ميل الذكور في كل من البشر والرئيسيات الأخرى للتنافس من أجل الفوز بالإناث النشطة جنسيا، لكن من أهم الاختلافات بين البشر وكل الرئيسيات الأخرى أن النساء وحدهن بين إناث الرئيسيات قادرات على أن يكن نشطات جنسيا بصورة شبه مستمرة منذ البلوغ وحتى الشيخوخة.
عند التبويض تهتاج إناث السعادين والقردة - تسمى علميا الحالة الشبقية - لمدة خمسة إلى سبعة أيام مرة كل شهر تقريبا، ولا تكون الإناث نشطة جنسية إلا خلال هذه الدورات الشبقية الوجيزة نسبيا حيث يكن في مرحلة التبويض والخصوبة. تمتاز الدورة الشبقية في أغلب الرئيسيات بشهية مفاجئة وحادة للجنس، يصحبها انتفاخ في الأعضاء التناسلية للأنثى، لكن حين تنحسر الدورة الشبقية تتوقف العلاقات الجنسية إلى أن تحدث الإباضة مجددا.
في كل الرئيسيات غير البشرية، الإناث غير البالغات أو الحبليات أو المرضعات أو اللواتي صرن عاقرات مع التقدم في العمر لا يأتيهن التبويض ولا تعاودهن دورات شبقية، وباستثناء حالات نادرة لا يجامعن خلال هذه الأوقات . ورغم التباين الكبير بين أنواع الرئيسيات في سن النضج الجنسي، وتواتر الدورة الشبقية وفترتها، وفي كثافة الجماع، فإن كل أنواع الرئيسيات غير البشرية - وكل الحيوانات العليا بالتأكيد - تظهر صورة ما من هذا النمط الجنسي القديم.
يقع الاستثناء الوحيد للقاعدة بين قردة البونوبو أو الشمبانزي القزم، حيث تقع عدة أنواع من المداعبات الجنسية وإثارة الأعضاء التناسلية يوميا بين أفراد من الجنس نفسه أو من الجنسين، بل وبين أفراد من فئات عمرية مختلفة جدا، لكن لا يشمل أغلب هذا السلوك الجنسي جماعا حقيقيا، ويبدو أن صلته سواء بالتناسل أو تكوين روابط بين الذكور والإناث ضعيفة أو منعدمة. عوضا عن ذلك يبدو أن السلوك الجنسي بين قردة البونوبو يستخدم وسيلة لفض النزاع وتقليل التوتر بين الأفراد.
من الملاحظ أنه من بين كل الرئيسيات، يعد البونوبو - الأنشط جنسيا بين الرئيسيات كلها (يتبعه مباشرة الشمبانزي) - الأقرب جينيا إلى الإنسان بوجه عام؛ فلدى قردة البونوبو دورات شبقية طويلة للغاية (ثلاثون يوما في مقابل خمسة إلى سبعة أيام تقريبا لدى أغلب الرئيسيات)، ويراود الشبق البونوبو مرة كل خمسة وأربعين يوما تقريبا، مؤديا إلى مزيد من الفرص للجماع عما هو مألوف لدى الرئيسيات غير البشرية، لكن حتى قردة البونوبو المفرطة في ممارستها الجنسية لا تستمر في الجماع أثناء الحمل أو الرضاع أو بعد انقطاع الطمث، كما يحدث لدى البشر.
تجدر الإشارة أيضا إلى أن كلا من البونوبو والشمبانزي لا يتسمان بالاستئثار أو الاستحواذ الجنسي. وفي هذا تناقض ملحوظ مع البشر الذين يتنافسون بشدة على العلاقات الجنسية، والذين ينزعون بشدة للاستئثار بأزواجهم. سنبحث دلالة هذا الاختلاف الجذري عن السلوك التقليدي لدى الرئيسيات بالتفصيل في الفصل القادم.
في حين تشيع بين القردة والسعادين العلاقات الجنسية المتقطعة التي تسيطر عليها الدورات الهرمونية للتبويض والدورات الشبقية، تتباين بدرجة كبيرة أنماط التزاوج والترابط الجنسي بين أنواع الرئيسيات المختلفة من نوع لآخر.
العلاقة الأحادية، أعم أشكال الترابط الجنسي بين البشر، غير موجودة لدى 97 في المائة من كل أنواع الثدييات، ويندر وجودها بين القردة والسعادين . فيقيم ذكر إنسان الغاب البالغ في جنوب شرق آسيا علاقة جنسية مع اثنتين أو أكثر من الإناث البالغات اللواتي يعشن بعيدا بعضهن عن بعض. وتعيش كل أنثى من إناث إنسان الغاب مع أبنائها الصغار وحدهم في الغابة المطيرة، حيث يتردد عليهم دوريا الذكر البالغ الذي أنجب هؤلاء الأبناء. في أحيان أخرى قد يتردد الذكر البالغ نفسه على زوجاته الأخريات وأبنائهن المقيمين في مناطق قريبة.
تعيش قردة الجيبون وقردة السيامنج الشديدة الشبه بها في جنوب شرق آسيا في أسر مصغرة منعزلة، حيث يلعب ذكر الجيبون دورا نشطا في رعاية الصغار. تمتاز الغابات المطيرة في جنوب شرق آسيا بتناثر مصادر الغذاء على مساحات شاسعة، ويعتقد أن هذا هو السبب في انعدام المجموعات الكبيرة في هذا الموئل، غير أن المجموعات الصغيرة لهذه الدرجة، المكونة من أسرة وحيدة مصغرة بصفة أساسية، غالبا ما تكون نادرة الوجود في عالم الرئيسيات.
ثمة نوعان آخران من الروابط الجنسية بين الرئيسيات أكثر شيوعا بكثير من مجموعة الأسرة المصغرة. النوع الأول هو نظام الحرملك، حيث يكون لذكر واحد مسيطر حقوق جنسية حصرية على مجموعة معينة من الإناث. أما النوع الثاني فهو نظام متعدد الذكور ومتعدد الإناث، حيث تكون العلاقات الجنسية عابرة، ويعد السلوك الجنسي إباحيا وغير حصري بوجه عام.
Bilinmeyen sayfa