Sınırsız: İnsanları Serbest Bırakan ve Uçuruma İten Teknikler
بلا قيود: تقنيات حررت البشر ودفعتهم لحافة الهاوية
Türler
علاوة على ذلك، بما أن الأعداد الكبيرة من البشر قد انتقلت من المعيشة الزراعية إلى المعيشة المدنية، فقد اختفت إلى حد كبير المزايا الاقتصادية التي كان الأطفال يوفرونها للعائلات المزارعة. في الواقع، أصبح الأطفال فعليا مصدر استنزاف اقتصادي محض لثروات الثنائي المتزوج في المدينة، اللذين يتضاءل دخلهما المتاح إلى حد كبير أمام التكاليف الإضافية التي يحتاجها كل طفل للطعام والملبس والمأوى والرعاية الطبية والتعليم.
لا يساعد إنجاب الأطفال على الاستفادة من الفرص العديدة المتاحة للبشر في المجتمع المعاصر من ترفيه وسفر وتناول الطعام بالخارج، ومتابعة حياتهم المهنية واهتماماتهم الشخصية، بل من المرجح أن يتعارض وجود الأطفال مع مثل هذه الأنشطة بدلا من جعل إقبال الوالدين عليها أسهل. لكل هذه الأسباب انخفضت معدلات المواليد في المجتمعات الأكثر ثراء لدرجة أن بعضا من أثرى دول العالم وأكثرها تقدما، ومنها ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية، تشهد بالفعل انخفاضا في عدد السكان.
هذا لا يعني أن الناس سيتوقفون عن إنجاب الأطفال؛ فالإشباع النفسي الناتج عن إنجاب الأطفال وتربيتهم - والارتباط الذي يوفره الأطفال بالمستقبل وبالأجيال المقبلة - يضمن ألا يتوقف النساء والرجال أبدا عن الرغبة في إنجاب الأطفال؛ لذلك فالأطفال الذين يولدون في عالم اليوم، أكثر من أي وقت آخر في تاريخ البشرية، هم أبناء أشخاص يريدون الأطفال ويقدرون تجربتي الأبوة والأمومة في حد ذاتهما. وفي حين أنه سيكون هناك دائما أفراد يختارون عدم إنجاب أطفال، فلن يورث هؤلاء الأفراد حمضهم النووي ولا اتجاهاتهم أو معتقداتهم الثقافية للأجيال القادمة. وهذه الحقيقة وحدها تضمن أن البشرية لن تتوقف عن التكاثر أبدا.
وقد تحسر بعض الاقتصاديين على معدلات المواليد الراكدة أو الهابطة هذه، واعتبروا هذا نذيرا لانحدار اقتصادي وثقافي. لكن هذه رؤية قصيرة النظر؛ فالنمو السكاني اللانهائي غير ممكن؛ والغلاف الحيوي للأرض محدود الحجم؛ ولا توفر الكواكب الأخرى فرصا واقعية للاستيطان البشري. خلاصة القول، كلما زاد عدد الأشخاص قلت مساحة كل شخص وحصته في الموارد المتاحة، لكن كلما قل عدد الناس زادت مساحة كل شخص وحصته في الموارد المتاحة في نهاية المطاف.
التهديدات المتربصة بالغلاف الحيوي حاليا ليست مجرد عواقب مترتبة على التقنيات البشرية؛ فهي أيضا تعبير عن الطبيعة الحيوانية لبشر الهومو سيبيانز. فعلى الرغم من البراعة التقنية لنوعنا فإنه لا يزال يتحرك بغرائز حيوانية قديمة، ومنها الدافع للتوسع والتكاثر لأقصى حد ممكن. وهذا النوع من المصلحة الذاتية البدائية متوقعة من أي شكل من أشكال الحياة، لكننا في رغبتنا في تزويد أنفسنا بكميات دائمة التزايد من النسل والغذاء والكساء والمأوى والطاقة والأسلحة والممتلكات المادية، كثيرا جدا ما تجاهلنا احتياجات أشكال أخرى من الحياة النباتية والحيوانية. فالهومو سيبيانز أو البشر العاقلون، على أي حال، هم النوع الوحيد القادر على فهم جميع أشكال الحياة الأخرى وتلبية احتياجاتها. لذلك، يتعين علينا أن نستخدم وعينا الأسمى ليس فقط من أجل رفاهنا، ولكن أيضا من أجل رفاهية أكبر لجميع الأنواع الكثيرة التي تشترك معنا في الغلاف الحيوي.
وفي النهاية، حدثت الزيادات الهائلة في عدد السكان لأن الهومو سيبيانز استحوذ فعليا على هذا الكوكب وموارده كلية، وأصبح في خضم هذا مسئولا مسئولية كاملة عن مستقبله. على الرغم من أننا ربما لم نقصد أن نفعل ذلك متعمدين فإننا حولنا الأرض فعليا إلى «كوكب البشر». نتيجة لذلك يجب علينا نحن البشر أن ندير أمور الأرض بحكمة، ليس فقط لمصلحتنا الخاصة، ولكن لمنفعة جميع الكائنات الحية، الآن وفي المستقبل.
ما وراء الدولة القومية
يتكون العالم اليوم من حوالي مائتي دولة تملك فيما بينها كل مساحة الأرض على كوكبنا باستثناء قارة أنتاركتيكا.
23
على الرغم من أن هذه الحالة تبدو طبيعية تماما لنا، فإن هذا العالم المتكون من دول قومية لم يبدأ حتى في التبلور إلا بعد عام 1800م. وقبل ذلك الوقت كانت الدولة القومية بصفتها كيانا سياسيا وثقافيا مميزا شيئا نادرا في الواقع بين المجتمعات البشرية، بل في واقع الأمر من بين المائتي دولة قومية ونيف التي تحكم العالم حاليا لم تنشأ الغالبية العظمى من الدول الموجودة اليوم حتى بداية القرن العشرين.
Bilinmeyen sayfa