Sınırsız: İnsanları Serbest Bırakan ve Uçuruma İten Teknikler

George Orwell d. 1450 AH
120

Sınırsız: İnsanları Serbest Bırakan ve Uçuruma İten Teknikler

بلا قيود: تقنيات حررت البشر ودفعتهم لحافة الهاوية

Türler

بيد أنه منذ صارت فكرة الزواج من أجل الحب هي المعيار لدى المجتمع الحديث، أصبح الرجال والنساء يتطلعون إلى الاستمرار الأبدي للحميمية والصحبة والانجذاب المتبادل والإشباع الجنسي الذي دائما ما يصاحب العلاقات الجديدة، وحين تختفي هذه المزايا، كما يحدث كثيرا مع مرور السنوات، تعظم مشاعر المرارة وخيبة الأمل.

في مجتمعات الصيد وجمع الثمار التي عمت حياة البشر حتى عشرة آلاف عام مضت، كانت العلاقات بين الرجال والنساء عابرة تماما، وفي أغلب الحالات حين كانت تصبح هذه العلاقات غير مشبعة لهم كانوا يقطعونها بالأسلوب العابر نفسه. في أغلب مجتمعات الصيد وجمع الثمار، كما ذكرنا في الفصل السادس، كان من المألوف أن يكون للمراهقين علاقات جنسية متعددة، وكان الزواج الأحادي في أكثر الحالات يحل محل تعدد العلاقات الجنسية المتعددة بعد سنوات من العلاقات الجنسية العابرة. ولم يكن الطلاق في هذه المجتمعات يعدو انتقال أحد الزوجين من منزلهما المشترك، الذي لم يكن على أي حال إلا مسكنا مؤقتا سيهدم أو يهجر حين تنتقل الجماعة بحثا عن موارد جديدة للغذاء.

في مجتمعات الصيد وجمع الثمار كان الأطفال عادة لا «ينتمون» إلى الوالدين، وإنما إلى العشيرة أو أسرة الأم أو الأب، على حسب ما إذا كان المجتمع أمومي النسب (حيث ينتمي الشخص إلى عشيرة أمه ويرث هويته من نسب الأنثى) أو أبوي النسب (حيث ينتمي الشخص إلى عشيرة الأب ويرث هويته من نسب الذكر). ولم يكن الأب والأم ينتميان للعشيرة نفسها إلا فيما ندر؛ لأن الصيادين وجامعي الثمار كانوا عادة ما يعدون أي علاقة جنسية بين أعضاء العشيرة نفسها نوعا من سفاح القربى، وكانت مثل هذه العلاقات محظورة بشدة. وعلى هذا النحو لم تكن وحدة العشيرة تتأثر بالعلاقات الجنسية لأعضائها، ولا تتهدد إن انتهت إحدى هذه العلاقات.

خلاصة القول، صار ما يسمى الأسرة التقليدية واستمرارها المفترض مدى الحياة بالية تماما بعد مدنية المجتمع البشري الذي جعلته تقنية الآلات الدقيقة التقنية ممكنا، وصار الزواج المعد سلفا شيئا من الماضي، وحلت التكاليف الاقتصادية المرتفعة محل المزايا الاقتصادية لإنجاب الأطفال، وتراخى الاتكال الاقتصادي والاجتماعي المتبادل بين الرجال والنساء بدرجة كبيرة، ولم يفقد الحفاظ على العذرية في سن المراهقة وحده أغلب أو كل ما كان يلحق به من وصمة اجتماعية، وإنما كذلك المحظورات التقليدية لإقامة علاقات قبل الزواج أو خارج إطار الزواج.

غير أن الأسرة البشرية ما زالت باقية، وستظل باقية؛ فسيظل الرجال والنساء يقيمون علاقات جنسية، وسيستمرون في إنجاب الأطفال. أما أولئك الذين لا يميلون إلى التناسل فلن ينقلوا سواء نزعاتهم البيولوجية الموروثة أو ميولهم الثقافية المكتسبة للأجيال المستقبلية. ورغم اندثار «الأسرة التقليدية» فإن الأسرة البشرية لم تندثر؛ فطبيعتنا البشرية الفطرية التي هي نتاج ملايين السنين من التطور البشري تؤكد أن الأسرة البشرية ستبقى ما دام نوعنا باقيا.

غرباء عن الكون الطبيعي

مع تمام ازدهار المجتمع الصناعي توقف أغلب البشر عن امتلاك الغذاء أو إنتاجه لأنفسهم؛ فقد ظلوا لأجيال ينتقلون بعيدا عن المزارع التي امتلكتها أسرهم وعاشت فيها أجيالا، واستقروا في المدن للعمل كموظفين مقابل رواتب لدى أغراب. ولأول مرة في تاريخ البشر بزغ مجتمع بشري تعمل نسبة ضئيلة فقط منه في إنتاج الغذاء، بينما يمارس غالبية السكان عملا لا دخل له بالعثور على الغذاء أو إنتاجه.

في عام 1870م كان ما بين 70٪ إلى 80٪ من سكان الولايات المتحدة الأمريكية ما زالوا يعيشون في المزارع ويعملون بها، لكن بحلول عام 2010م انخفضت هذه النسبة إلى واحد في المائة من السكان، إلا أنه نتيجة لميكنة الزراعة التي صارت ممكنة بفضل محرك الاحتراق الداخلي، تنتج نسبة الواحد في المائة من العاملين الزراعيين الباقية في الولايات المتحدة الأمريكية غذاء أكثر مما تستهلكه نسبة التسع والتسعين في المائة المتبقية من السكان.

قبل القرن العشرين كان أغلب الناس يستيقظون على أصوات الديوك والطيور البرية، وفي الليل كانت الحقول والمراعي يضيئها ضوء القمر وحده ، وحين كانوا يخرجون من منازلهم في الصباح كانت أنوفهم تمتلئ بروائح الحيوانات والسماد والقش والغلال والرائحة الطيبة للمراعي، وكانوا طوال حياتهم تحيط بهم الكلاب والقطط والخيول والأبقار والخنازير والغنم والماعز وطائفة من الطيور والحيوانات الأخرى.

يكاد سكان المدن في القرن الحادي والعشرين لا يجربون أيا من تلك الأمور؛ فغالبا ما يستيقظون على صوت المنبه، وليلهم تضيئه مصابيح الشوارع، وحين يخرجون صباحا تمتلئ أنوفهم بعوادم السيارات والشاحنات والحافلات والقطارات، وطوال حياتهم اليومية تحيط بهم الآلات: السيارات والكمبيوتر والهواتف المحمولة وأجهزة التلفاز والمذياع والمواقد والثلاجات والغسالات والمكانس الكهربائية والعديد من الأجهزة الإلكترونية. ويظل البشر هم النوع الوحيد الذي يتواصلون معه بصورة منتظمة ما لم يكن لديهم حيوان أو طائر أليف.

Bilinmeyen sayfa