Sınırsız: İnsanları Serbest Bırakan ve Uçuruma İten Teknikler
بلا قيود: تقنيات حررت البشر ودفعتهم لحافة الهاوية
Türler
في بداية صناعة الساعات كانت صناعة ساعة واحدة تستغرق شهورا - بل وفي بعض الأحيان سنوات - من العمل بمهارة، وفي أغلب الأحيان كان الصانع الذي صنع الساعة فعليا هو وحده القادر على صيانتها أو إصلاحها. لهذا السبب، فإن حاجة صانعي الساعات إلى آلات دقيقة وحاجة الناس المتزايدة إلى الساعات الآلية، دفعت الحرفيين الأوروبيين إلى البدء في اختراع أجهزة خاصة تسمى «أدوات تشغيل»، وهي آلات مصممة لتشكل أجزاء من آلات أخرى.
شملت صناعة آلات أو أدوات التشغيل الجديدة مخارط لصنع قطع تامة الاستدارة، ومثاقب لصنع ثقوب دقيقة، وآلات تفريز لجعل الأسطح مستوية تماما، ومجموعة متنوعة من المناشير والمطاحن وماكينات القشط وماكينات التشكيل التي لم تكن تعمل يدويا، وإنما بأجهزة خاصة مركبة على قضبان أو مسارات. وهكذا لم يكن صانعو ساعات أوروبا في العصور الوسطى مسئولين مباشرة عن اختراع أول آلات تشغيل فحسب، بل وكذلك عن سائر الأنواع الأخرى العديدة من الأجزاء الدقيقة التي كانت آلات التشغيل قادرة على تشكيلها.
ومع استمرار علم الآلات الدقيقة في التطور ظهرت تخصصات جديدة؛ فأثناء تعلم صانعي الساعات كيفية صنع الساعات تعلموا أيضا كيف يصنعون أدوات علمية، وصمموا سدسيات وبوصلات من أجل الإبحار، وأسطرلابات ومزاوي من أجل عمليات المسح، وموازين دقيقة لقياس الأوزان. وابتكر صانعو العدسات عدسات دقيقة، وصنعوا تلسكوبات من أجل رؤية الأجرام السماوية، ومجاهر من أجل رؤية الأشياء التي يصعب رؤيتها بالعين المجردة لصغر حجمها، ونظارات لتحسين الرؤية لدى ضعاف البصر.
كل هذه الأدوات والكثير غيرها حفز التطورات الهائلة في العلم التي حدثت مع اقتراب نهاية العصور الوسطى وتبني أوروبا فلسفات البحث العلمي الجديدة التي ازدهرت حتى عصر النهضة. في الواقع، كانت النهضة ذاتها إلى حد كبير نتيجة للانتشار الواسع للمعلومات الذي بدأ في أوروبا في نهاية القرن الخامس العشر. وقد حدث هذا التدفق في المعلومات حين طبقت مبادئ الآلات الدقيقة على فن الطباعة القديم.
مطبعة جوتنبرج
في منتصف القرن الخامس عشر، اكتشف الحداد الألماني يوهانس جوتنبرج أن سبيكة القصدير والرصاص والأنتيمون بالنسب الملائمة يمكن بسهولة صهرها وصبها في مصفوفة من القوالب البالغة الصغر؛ قالب واحد لكل حرف من الحروف الأبجدية. وأتاح هذا جمع سطور الطباعة من حروف منفصلة، فيما عرف باسم «حروف الطباعة المتحركة». على عكس ذلك، كانت الطباعة بالقوالب الخشبية - أكثر وسائل الطباعة انتشارا في ذلك الوقت - تحتم على عامل الطباعة حفر صفحة كاملة من النصوص والرسوم في قالب خشبي واحد.
ورغم أن فضل اختراع حروف الطباعة المتحركة دائما ما ينسب إلى جوتنبرج، فإن هذا النوع من الطباعة كان قد بدأ فعليا في الصين قبل ذلك بأربعمائة عام، في شكل بلاطات صغيرة جدا من الخزف. لكن بما أن الكتابة الصينية كانت تستخدم عادة خمسة آلاف حرف على الأقل، فقد كان يتعين على عاملي الطباعة الاحتفاظ بمخزون هائل من البلاطات. وكان هذا معناه أن عامل الطباعة الصيني كان عليه أن يبحث بحثا بطيئا وشاقا في هذه القوائم الهائلة عن كل بلاطة يحتاجها ليكمل كل سطر من النص. على النقيض من ذلك، لم تحتو الأبجدية اللاتينية المستخدمة في أنحاء أوروبا الغربية إلا على بضع عشرات من الحروف المتباينة. وكان هذا معناه أنه عندما أصبحت حروف طباعة جوتنبرج المتحركة متوافرة بوجه عام، صار بإمكان منضد الطباعة جمع سطور عديدة من النص بسرعة ويسر.
تبين أن سبائك الرصاص والقصدير والأنتيمون التي توصل إليها يوهانس جوتنبرج مناسبة تماما للطباعة بفلزات الصب، حتى إنها ظلت الصيغة المعيارية للطباعة من وحدات الحروف الطباعية المتحركة حتى يومنا هذا. كذلك ابتكر جوتنبرج وصفة لحبر زيتي كان يترك أثرا قويا وثابتا على الورق. وأخيرا وليس آخرا، نجح جوتنبرج في تعديل المكبس اللولبي ليلائم مهمة الطباعة على الورق. كان المكبس اللولبي - الذي يعمل بضغط سطحين معا عن طريق برغي رأسي يدار باليد - يستخدم في شكل بدائي أكثر منذ الأزمنة القديمة في معالجة المنتجات الزراعية، مثل استخراج العصارة من العنب والزيت من الزيتون، وكان يستخدم في أوروبا بالفعل في زمن جوتنبرج في طباعة الرسومات على القماش (انظر شكل
8-2 ).
شكل 8-2: كان المكبس اللولبي يستخدم منذ العصور القديمة، لكن الآلات الدقيقة أتاحت ليوهان جوتنبرج وآخرين استخدام المكبس اللولبي في مهمة الطباعة على الورق. (يظهر في الصورة ويليام كاكستون وهو يعرض عينات من طباعته للملك إدوارد الرابع وملكته. مصرح بنشرها تحت بند الملكية العامة من خلال موقع ويكيميديا كومونز.)
Bilinmeyen sayfa