Sınırsız: İnsanları Serbest Bırakan ve Uçuruma İten Teknikler
بلا قيود: تقنيات حررت البشر ودفعتهم لحافة الهاوية
Türler
من الصعب علينا مع اعتيادنا على فكرة امتطاء الناس الخيل والبغال والحمير والجمال والأفيال أن نتخيل كم كان تحولا أن يخطر ببال البشر أن باستطاعتهم السيطرة كلية على حيوان يفوقهم حجما وقوة عدة مرات، بل ويتحكمون فيه، ناهيك عن أن يتخيلوا أن بإمكانهم امتطاءه أيضا. وعلى كل حال، فإن امتطاء الحصان لساعات إنما هو فعل «غير عادي» بالنسبة إلى الحصان والراكب على حد سواء. ورغم أنه بحلول عام 3500 قبل الميلاد كانت أنواع عديدة من الحيوانات قد استؤنست بالفعل، إلا أنه لا بد أن فكرة امتطاء حصان والتحكم في حركاته كانت مجازفة من ناحية البدو الرحالة الذين حققوا هذا الإنجاز بعد عام 4500 قبل الميلاد في سهوب أوراسيا شمالي وشرقي بحر قزوين.
لا شك أن الشعوب المتحضرة في الأمريكيتين صدموا صدمة بالغة حين ظهر الغزاة الإسبان في دروع حربية كاملة، ممتطين الخيل التي أحضروها معهم عبر الأطلنطي في أوائل القرن السادس عشر؛ فلم يكن الأمريكيون الأصليون قد رأوا خيلا من قبل، ولم يكونوا قد شهدوا قط بشرا على صهوة هذه الحيوانات الضخمة. وكما يمكن لأي شخص سبق له رؤية جواد وفارس وهما يقتربان ركضا أن يشهد، فالإنسان على صهوة الجواد يبدو باهرا، بل وقد يكون منظره مهيبا ومخيفا.
بمجرد النجاح في تربية الخيل من أجل استئناسها، ظلت هذه الحيوانات عنصرا رئيسيا في الحروب المنظمة لأكثر من ثلاثة آلاف سنة، بل في الواقع لم تأت نهاية التاريخ الطويل لاستخدام الخيل في الحروب إلا في القرن العشرين، مع اختراع محرك الاحتراق الداخلي ونجاح حرب المدرعات في الحرب العالمية الأولى.
المدن والدول والإمبراطوريات
استغرقت تقنية الزراعة وقتا طويلا حتى تصل لأقصى درجات تطورها، وهي العملية التي بدأت بإقامة مستوطنات النتوفيين الدائمة ولم تكتمل إلا بعد آلاف السنوات باستئناس الحبوب والأشجار المثمرة والأغنام والماعز والماشية والخيل. على النقيض، يبدو كأن نشأة الحضارة المدنية قد وقعت بين ليلة وضحاها، مع انتشار مدن عديدة في أنحاء العالم القديم خلال قرون قليلة فقط قبل عام 3000 قبل الميلاد وبعده.
وقع هذا التحول السريع والهائل في حياة البشر حين اندمجت عدة عوامل - ومنها الكثافة السكانية، والطبيعة الجغرافية المواتية لوديان الأنهار، والتخصص الحرفي، والابتكارات في تقنيات النقل والاتصالات - لينتج عنها حالة متقلبة وغير مستقرة تعرف باسم «حلقة التغذية الراجعة الموجبة»، التي من الممكن أن تسبب تغيرات كبرى في فترات زمنية قصيرة على غير العادة.
من الأمثلة على حلقة التغذية الراجعة الموجبة بداية التدافع في قطيع الماشية، الذي قد يبدأ بذعر حيوان واحد فقط؛ مما يؤدي إلى ذعر الحيوانات المجاورة له، ثم يصيب الذعر كل الحيوانات القريبة منها، حتى ينتشر الذعر في القطيع بأكمله خلال لحظات.
أتاح تطور القوارب والمركبات ذات العجلات وأنظمة الكتابة للناس التفاعل عبر الزمان والمكان دون الحاجة للالتقاء وجها لوجه. وقد يسرت تقنيات التفاعل هذه نمو مراكز تجارية وسياسية كبيرة مع ازدياد كفاءتها. وقد حفزت هذه المراكز بدورها ظهور تقنيات نقل واتصالات جديدة وأكثر كفاءة؛ مما أتاح للمدن الناشئة النمو أكثر فأكثر . وسريعا، لأول مرة في تاريخ البشر، بدأت أعداد كبيرة جدا من الناس، بعضهم في المدن وبعضهم في الريف، يعملون كأفراد في مجتمع واحد متضامن.
كانت مدن العالم القديم مثل خلايا نحل تعج بالنشاط، يسكنها الحرفيون والتجار وموظفو الدولة والجنود ورجال الدين والزعماء السياسيون، لكنهم جميعا اعتمدوا على المزارعين والرعاة في المناطق المحيطة للحصول على غذائهم. في الوقت ذاته، كان سكان الريف يعتمدون على المدن من أجل المزايا التي أتاحها المجتمع المتحضر، ومن هذه المزايا المنسوجات والفخار والأثاث والأدوات والأسلحة وغيرها من المنتجات التي كانت تصنع في متاجر حرفيي الحضر، والبضائع التجارية التي كانت تجلب من مناطق بعيدة، والرجوع في الأمور الدينية إلى رجال الدين المتفرغين، والنظام الاجتماعي الذي وضعته الإدارة المدنية، وإمكانية الحماية العسكرية ضد عمليات الهجوم والسرقة والخطف والقتل التي كانت شائعة في المجتمعات الأكثر بساطة في العصور السابقة.
ورغم أن بعض هذه المجتمعات المتحضرة كانت تسمى «مدنا»، بينما كانت تسمى أخرى «دولا»، وتسمى غيرها «إمبراطوريات»، لم تكن الاختلافات بينها هائلة كما توحي الاختلافات بين الأسماء الثلاثة. وقد أشارت التقديرات إلى أن نحو 85 في المائة من سكان المجتمعات المتحضرة كافة على مر التاريخ كانوا من منتجي الغذاء الزراعي، بينما كانت نسبة الخمس عشرة في المائة المتبقية من أصحاب المهن الحضريين الذين جعلوا المجتمع المتحضر ممكنا. وقد وجدت كل مدينة من المدن القديمة أنه من الضروري أن تسيطر على حركة البضائع والناس بين الريف والمدينة؛ لضمان أن يتوفر دائما مورد غذاء ضخم وثابت لسكان المدينة؛ حتى يتمكن سكان الريف من الاعتماد على المدن في المنتجات والخدمات والحماية العسكرية التي كانوا يحتاجون إليها.
Bilinmeyen sayfa