فتطوع حسن بالإجابة قائلا: لحما طبعا، هذا أمر ربنا، لا حيلة لنا فيه!
وندت عن نفيسة ضحكة، ولكنها لم تسترسل خشية أن تتهم بتشجيعه، وقالت الأم بحزن: هذا أمر ربنا حقا، ولكن كيف لنا بتحقيقه؟
فقال حسن في ملق بارع: نحققه بفضلك أنت. أنت الخير والبركة، أنت الحزم والتدبير، ثم إنك أعظم طاهية في العالم، كيف يمضي العيد دون أن نشبع من المشوي والمسلوق، والمحمر والكفتة، والكستليتة والممبار والموزة؟ سفرة الست أم حسن، أنعم بها وأكرم.
وسرى في الجو القاتم نسيم مرح لطيف، وجرت على فم الأم الجاف بسمة خفيفة، ولكنها قالت بأسف: طاهية ماهرة، ولكنها مقطوعة اليدين!
ونظرت نفيسة إلى أمها نظرة ذات معنى ثم قالت لإخوتها: اسمعوا، علمنا أن فريد أفندي سيهدي إلينا نصف خروف!
وتطلعت إليها الأبصار في دهشة ووجوم، ولم يعد في وسع المرأة السكوت فقصت عليهم كيف حادثها فريد أفندي في الأمر بلباقة، وكيف رفضت شاكرة فتأثر الرجل لحد الغضب، وذكرها بأنهم أسرة واحدة ... إلخ. وكانت تلوح في عيني حسين نظرة كئيبة، وبدا حسنين وهو يزدرد ريقه بصعوبة، أما حسن فقال: يا له من رجل فاضل وفي!
فهتف حسنين في ضيق وألم: مستحيل .. لن يقع هذا.
فبادره حسن قائلا: ليس في الأمر ما يمس الكرامة، إن هي إلا تقاليد مرعية، وليس فريد أفندي بالرجل الغريب ...
وخافت نفيسة أن يفضي تصريحها إلى فتنة فقالت: لا داعي للنزاع، فإذا أبيتم قبول الهدية فلنشتر بضعة أرطال من الضأن.
فتساءل حسن في حدة: كم رطلا؟ - ما يسعنا شراؤه، عشرة أرطال مثلا!
Bilinmeyen sayfa